أين الشيعة بعد 7 أيار؟!

آية المصري
آية المصري

لم يكن يدرك ابو محمد ابن الطريق الجديدة انه سيأتي اليوم الذي تهدَّد فيه منطقته من قبل مواطنين لبنانيين… الطريق الجديدة التي منعت دخول الجيش الإسرائيلي، لم يتمكن منها حزب الله على الرغم من محاولاته المستمرة وسلاحه وإمكاناته المادية والعسكرية، لان أبناء المنطقة تصدوا له بكل ما يملكون من قوة وجرأة.

من كان يتوقع ان تنقلب الآية رأسا على عقب وان يضرب حزب الله الدولة بقوة سلاحه غير الشرعي، وكيف تحولت السيارات رباعية الدفع الى حافلات لنقل المقاتلين من والى بيروت؟ من كان يتوقع ان تسلب سيادة بيروت من قبل “الثنائي” الذي حاول جاهدا البرهنة بأنه المهيمن على كافة أرجاء الدولة؟ ومن ينسى كيف اجتاحوا وقصفوا تلفزيون المستقبل وجريدته والتهديدات التي عاشها الزملاء؟ والدماء التي سالت منهم؟

لكن يومها استطاع أبو محمد واصدقاؤه التصدي لحزب الله ولجبروته، وهُرّبت النساء والأطفال كي لا يعيشوا هذه الأحداث الأليمة لكن هذه المشاهد انطبعت في ذاكرتهم. ولا ينسى ابو محمد وغيره ما عاشته المناطق البيروتية في 7 أيار فكيف تريدون منهم ان يتقبلوا هذه الفئة؟ الطريق الجديدة، عائشة بكار، قريطم، المزرعة، رأس النبع، الحمراء وغيرها من المناطق وقفت يدا بيد ضد “أزلام” سوريا وإيران. وفيما اعتبر أنصار حزب الله 7 أيار يوما للمجد والانتصار، اعتبره اللبنانيون الحقيقيون “وصمة عار” على جبين “الثنائي”.

لا مشكلة من إعادة إحياء 7 أيار

أكدت مصادر مقربة من “حزب الله” لموقع “لبنان الكبير” انه “من الضروري العودة لما قبل 7 أيار، حين أقامت إسرائيل لجنة خاصة للتحقيق بأسباب فشلها في النيل من الحزب في حرب 2006 والمتمثلة بلجنة فينوغراد، التي اعتبرت انه لضرب الحزب يجب ضرب شبكة الاتصالات الداخلية لأنهم عاجزين عن التجسس عليه ومعرفة تحركات الحزب، كما يجب إقالة قائد جهاز أمن مطار رفيق الحريري بيروت الدولي العميد وفيق شقير، وكل هذا كان سيتم بموجب قرارات من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة تنفيذا لتوصيات لجنة فينوغراد، وبالتالي اعتبر حزب الله القرارات تنفيذا لبنانيا للنيل منه وليس إسرائيليا مما أجبره على فرض سطوته بسلاحه”.

واعتبرت هذه المصادر ان “وضع الشيعة تأثر بطريقة سلبية خاصة إعلاميا بعد 7 ايار، وعندما دخل الحزب المناطق والأحياء البيروتية لم يتم بشكل ميليشياوي ولم تسرق او تتم عملية تكسير المحال التجارية. ولا مشكلة من إعادة إحياء 7 أيار في حال فرضت الظروف ذلك، وإذا ارادت السلطة اللبنانية ان تقوم بأفعال تصب لمصلحة إسرائيل وتضر بالمناطق الحدودية وتضر بكيان لبنان فسيتصدى الحزب لها. وبالنسبة للشيعة فهم يريدون ضمانة في المناطق الجنوبية، لان سلاح “المقاومة” أمان لأهل المناطق الحدودية. وقالها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عدّة مرات في خطاباته انهم ليسوا بهواة حرب او تدمير او قتل ولا نريد ان يبقى شبابنا جرحى وشهداء”.

ويبدو ان “أمل” تجاوزت 7 ايار بعدما توثقت العلاقة بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري لمصلحة لبنان.

الأمين: 7 أيار لم ينتهِ

وقال الصحافي ورئيس تحرير موقع “جنوبية” علي الأمين لـ”لبنان الكبير”: “يوميا هناك ممارسات 7 ايار من خلال تجاوزات حزب الله للقانون وتنصيب نفسه فوق الدستور والدولة، 7 ايار قام بها الحزب من خلال دخوله الى سوريا واليمن، واليوم هناك استباحة للحدود وفلتان، وكل هذا دليل على ان 7 أيار ما زال مستمرا ولم ينتهِ بعد. وبالتالي لا يمكننا القول انه من الممكن العودة له، فهناك نوع من التجاوز الواضح بالقوة والبرهنة بان سلاحهم اقوى من الشرعية، وان سلطة السلاح باسم المقاومة هي الأساس. اما الشرعية المتمثلة بالحكومة ومجلس النواب والدستور فهي تفصيل لان الحزب من يقرر ومن ينفذ في البلد وطبعا من سابع المستحيلات الاستناد للدستور وكل هذا يؤكد ان 7 أيار ما زال بيننا بأشكاله المتعددة والمتنوعة، ولا يوجد مرجعية في لبنان يعود لها حزب الله”.

وأضاف: “ننتهي من 7 ايار عندما يصبح اللبنانيون متساوين تحت الدستور والقانون وحين يصبح هناك سلطة ومرجعية وحصرية للسلاح غير الشرعي، فطالما حزب الله موجود داخل الدولة وليس خارجها وطالما هو المؤثر الاساسي فيها وبقراراتها، وطالما ان الدول لا تقوم على سلطتين بالسلاح، فنحن نعتبر ان الجنوب تحرر وطالما هذا السلاح لم ينحصر استخدامه ضد اسرائيل وتم استخدامه في اليمن وسوريا ومناطق متعددة، واستخدم ضد الداخل اللبناني يعني ان عبارة السلاح لمواجهة إسرائيل كذبة واذا عدنا للسنوات 15 الأخيرة نرى ان 99% من طاقة هذا السلاح استخدم خارج لبنان”.

وختم الامين: “المسألة لم تعد تنحصر بمن سرق او لم يسرق الأحياء والمحلات التجارية، لكن من يعطي الحق لحزب الله بالدخول الى أي منطقة بواسطة سلاحه، اين شرعية هذا القرار؟ وإذا أردت ان تعطي لنفسك حق الدخول الى المناطق فمن حق اي طرف آخر ان يعطي لنفسه الحق عينه وان يحتل أي منطقة يشاء؟ وهل بات معيار الأعمال الجيدة هو عدم سرقة المحلات؟”.

من الواضح ان مفاعيل 7 أيار لم تنتهِ بعد، ومن الواضح ان الواقع الشيعي ما زال في تخبط مستمر، خاصة انه لا مانع لدى حزب الله من إعادة إحياء 7 ايار، ويبدو ان “الأحادية الشيعية” غير منسجمة في ما بينها، ويبدو ان الفلتان في الشارع الشيعي سيبقى في ظل وجود حزب الله وأنصاره وجمهوره، فهل هذا إنذار للبنانيين وتهديد آخر أن 7 أيار قد يتكرر من جديد؟!

شارك المقال