صراع مرشّحين ضمن الحزب الواحد: “التيار” و”القومي” نموذجان

المحرر السياسي

اضافة إلى المعارك الانتخابية الصامتة التي يشهدها الاستحقاق النيابي المرتقب بين الأحزاب الحليفة على اللائحة الواحدة ضمن قوى 8 آذار، فإن الصراع الصامت على الفوز بالمقاعد قائم بين مرشحي الحزب الواحد، وخصوصاً على مقلب بعض مرشحي “التيار الوطني الحر” في غير دائرة. كما يبدو الصراع على أشده بين مرشحي الحزب “السوري القومي الاجتماعي” بفرعيه على صعيد اللوائح التحالفية المختلفة. وتفسّر هذه الصورة على أنها تشكل نوعاً من التضعضع الداخلي داخل بعض الأحزاب التي لا تشهد تنظيماً انتخابياً نوعياً. كما يعود ذلك إلى صراعات سياسية حزبية نشبت خلال مرحلة ما قبل الانتخابات واستمرت لتنعكس على الوضع الداخلي للأحزاب في مرحلة ما بعد الاستحقاق المنتظر. ماذا عن أبرز الدوائر التي تعرف نوعاً من التنافس الصامت على المقاعد النيابية بين أعضاء الحزب الواحد؟

أشارت مصادر مواكبة للأجواء الانتخابية في دائرة “جبل لبنان الأولى” (كسروان، جبيل) عبر “لبنان الكبير” إلى أن التنافس الانتخابي الواضح والعلني بين مرشحي “التيار الوطني الحرّ” زياد أسود وأمل أبو زيد المتعارف عليه في جزين، ينسحب أيضاً على مرشحي جبيل عن “التيار” سيمون أبي رميا ووليد الخوري لكن بوتيرة صامتة وغير ظاهرة، بحيث يتمتع كل من الطرفين بقدرة شخصية على استقطاب الأصوات في المنطقة، وهذا ما برز خلال الدورة الانتخابية الماضية حيث كانت المزاحمة على أشدها.

ويتكرر السيناريو نفسه هذا العام بطريقة هامدة بما يترك كل الاحتمالات مفتوحة. لكن ما سيغير تفرعات نتائج المرشحين الفائزين هذه المرة هو خوض الانتخابات على لائحة موحدة مع “حزب الله”، بما يعني أن الحاصل الأول الفائز على اللائحة في جبيل سيكون لمرشح “الحزب” في مقابل إمكان خسارة كلّ من مرشحي “التيار” في جبيل، اذا استطاع النائب السابق فارس سعيد تحقيق نتائج أكثر تقدماً من الدورة الانتخابية الماضية وتخطي عدد الأصوات التفضيلية لمرشحي “التيار” في جبيل، أو في حال لم تستطع اللائحة العونية الحصول على 3 حواصل بما يحتّم أن يكون الحاصل الثاني في كسروان نظراً الى خوض “التيار الحرّ” المعركة هناك بمرشحة واحدة أساسية هي الوزيرة السابقة ندى البستاني.

إلى ذلك، فان مصادر لائحة سعَيد مرتاحة الى ظروف المعركة في جبيل، وفق تأكيدها عبر “لبنان الكبير”، لجهة قولها ان ثمة وعياً لمعاني أن يتحول “حزب الله” إلى قوة سياسية صاحبة حضور رسمي وشرعي في المنطقة، وذلك للمرة الأولى بعدما كانت الكتلة الوطنية والكتلة الدستورية تقرران أسماء المرشحين عن المقعد الشيعي، ثم اضطلاع الأحزاب المسيحية الجديدة بهذا الدور حديثاً. وتعوّل اللائحة على حشد أصوات بنسبة أكبر من الانتخابات الماضية حيث كثافة التأييد واضحة بالنسبة الى سعيد وخصوصاً في قرى جبيل الجردية.

وإذا كان “ستاتيكو” المعركة يعزّز فرص سعَيد بالفوز في حال الوصول الى المقعد وسط واقع “التيار” وظروفه في الدائرة، فإن التنافس بين أبو زيد وأسود في جزين سينعكس فوزاً لأحدهما على الاَخر باعتبار أن المقعد الأول الذي يضمنه “التيار” هو الماروني في مقابل ضمان المرشح ابراهيم عازار لمقعد ماروني بدوره. أما الدائرة الثالثة التي تشهد على تنافس بين مرشحي التيار بشكل مباشر فهي دائرة “الشمال الأولى” (عكار) بين أسعد درغام وجيمي جبور وسط ظروف تنافسية تشبه واقع مرحلة الانتخابات الماضية علماً أن درغام يعتبر المرشح الأكثر حظاً للفوز بمقعد.

أما الحزب “القومي”، فيتنافس مرشحوه بين بعضهم البعض على لوائح مختلفة على عكس وضع بعض مرشحي “التيار” نظراً الى ظروف الانقسام داخل الحزب بين جناحين. وتكتسب المعركة ظروفاً مشابهة لكن من ناحية انقسام أصوات “القومي” على لائحتين في الدوائر لا على لائحة واحدة فحسب. وهذا ما يجعل انقسام الأصوات حالة واضحة ما يقلل فرص كل من الجناحين في الوصول الى حيازة المقاعد الانتخابية في عدد من الدوائر، مع الاشارة الى أن الصورة التنافسية الأكبر والأوضح تكمن في دائرة “الشمال الثالثة” بين سليم سعادة ووليد عازار، علماً أن سعادة يملك قدرة استقطابية أكبر على صعيد “القومي” وأكثر قدرة على الفوز بالمقعد من عازار اذا استطاع اجتياز الأصوات التفضيلية للمرشحين معه على لائحة “المردة” في الكورة، في وقت ترجح استطلاعات مراكز احصاءات جدية مواكبة لظروف الدائرة قدرته على نيل ما يقارب ثلثي الأصوات القومية.

شارك المقال