الحسم الانتخابي قاب قوسين… والكلّ يترقّب “جمعة المساجد”

لبنان الكبير

إذا كانت ساعات حاسمة لا تزال تفصل عن الاستحقاق الانتخابي بعد غد الأحد في 15 أيار، فإن السؤال الذي يدور في كل مكان يتمحور حول التوجه السنيّ يوم الانتخابات بين المشاركة أو عدمها. ولا تنحصر هذه الأسئلة بالمجالس السياسية والشعبية السنية وحسب، بل تشمل الحلقات الخاصة بالأحزاب والقوى على تنوع الانتماءات المناطقية والسياسية لما للدور السني من أهمية قصوى وأساسية على صعيد النتائج كما في المنطلق السياسي عموماً. وتتجه الأنظار الى المواقف التي ستصدر عن أئمة المساجد اليوم الجمعة، لجهة التأكيد على أهمية المشاركة في عملية الاقتراع وعدم المقاطعة الانتخابية.

وعلم “لبنان الكبير” أن رسائل مكثفة يتولاها داعمون للمشاركة الانتخابية تتناقل من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي للحض على المشاركة السنية الفاعلة يوم الأحد. وتضطلع هذه الدعوات التي تحمل شكل الرسائل الصوتية بدور مباشر في التواصل القائم وتبادل الآراء وتناقل وجهات النظر الممكنة، علماً أن كثرة اللوائح الانتخابية في الدوائر المحسوبة على الحضور السني الكثيف أدت دوراً غير ايجابي في مقاربة النظرة الى الاستحقاق عموماً، بعدما بلغت 10 لوائح في “بيروت الثانية” و11 لائحة في طرابلس.

وعلى العموم، تقرأ مصادر محسوبة على الخط السني السيادي عبر “لبنان الكبير” في الأجواء العامة للأيام التي تفصل عن الانتخابات، فتشير إلى أن ثمة تنوعاً في المقاربات بين فئات ناخبة اتخدت قراراً صريحاً بالمشاركة وفئات لا تزال مترددة ولم تحسم خيارها ما يشكل نوعاً من الهمود والترقب واستطلاع الصورة العامة بهدوء، وبما يشير إلى أن الكلمة تبقى للصمت والتمهل حتى اللحظة على صعيد نسبة لا يمكن الاستهانة بها من الأعداد الناخبة السنية. وتراهن المصادر على أهمية كبيرة سيكتسبها اليوم الجمعة لناحية الرسائل والدعوات التي سيوجهها أئمة المساجد للمشاركة الكثيفة في الانتخابات وعدم المقاطعة، بما يمكن أن يبدّل في ملامح معطى الصورة العامة للوضع الانتخابي في دوائر الحضور السني خصوصاً.

سفراء الخليج

وبدت واضحة أمس الاستنتاجات التي انبثقت من لقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان، وهم عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير دولة الكويت عبد العال القناعي وسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري وسفير دولة قطر إبراهيم السهلاوي، في حضور مفتي المناطق في لبنان.

وأشار المكتب الاعلامي في دار الفتوى في بيان، إلى أن السفراء تمنوا أن “تنجز الانتخابات النيابية المقبلة بكل شفافية لتعكس تطلعات اللبنانيين وآمالهم”، لافتين إلى أن “السلبية تجاه الانتخابات النيابية المقبلة لا تبني وطنا وتفسح المجال أمام الآخرين لملء الفراغ وتحديد هوية لبنان وشعبه العربي”. وأكدوا أن رسالة السفراء للبنانيين “توجيهية بتغليب مصلحتهم الوطنية على أي مصلحة أخرى، وأن المشاركة في الانتخابات للوصول الى سدة البرلمان ينبغي أن تكون لمن يحافظ على لبنان وسيادته وحريته وعروبته ووحدة أراضيه”.

بدوره، لفت المفتي دريان الى أن “الانتخابات النيابية المقبلة مفصل مهم في تاريخ لبنان، وأعطينا توجيهاتنا وإرشاداتنا لأبنائنا وإخواننا اللبنانيين بالمشاركة لا بالمقاطعة ولا أحد من المسؤولين نادى بالمقاطعة”، معتبراً أن “الانتخاب هو قرار وواجب ديني ووطني لا يستهان به ومن يفوز في هذه الانتخابات يكون بخيار اللبنانيين الحر الديموقراطي، وعلينا أن ندرك أن الانتخابات ومن يفوز فيها تحدد مسار لبنان وعلاقاته مع أشقائه العرب وأصدقائه”. وقال: “الاستحقاق الانتخابي سنمارسه مع أبنائنا والمقاطعة استسلام ولا نريد ان نسلّم لبنان لأعداء العروبة”.

الجلسة الوزارية

إلى ذلك، عقدت الحكومة جلستها الأخيرة قبل الانتخابات، في قصر بعبدا امس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، ووافقت على اقتراح وزير الداخلية بسام مولوي، المقدّم للمرة الثانية بعد معارضته في جلسة الأسبوع الفائت، من أجل اقتراع المغتربين. وأعلن مجلس الوزراء موافقته على تجديد جوازات السفر المنتهية الصلاحية ليوم واحد لتمكين الناخبين من الاقتراع. وبحث مجلس الوزراء في جدول أعمال من 49 بنداً، موزعة بين شؤون مالية، كإعطاء سلفة خزينة بقيمة 90 مليار ليرة لبنانية لدفع مستحقات أتعاب مكاتب المحاسبة والمحامين والمستشارين الدوليين واشتراكات منظمة الصحة العالمية، وطلب نقل اعتماد من احتياطي الموازنة لعدد من الوزارات، فضلاً عن شؤون وظيفية ومتفرقة كتحويل وزارة المهجرين إلى وزارة التنمية الريفية. ودولياً، اتفاقية مع المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان من أجل وضع الإطار للتعاون من أجل التنمية المستدامة عن الفترة 2023 – 2025، إضافة إلى عرض وزارة الطاقة منح تراخيص لبنان محطات لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.

وفي مستهل الجلسة، اعتبر رئيس الجمهورية أن “البلاد على بعد أيام من الانتخابات النيابية في الداخل بعد إتمام الانتخابات في دول الانتشار، وبعد انتهاء ولاية مجلس النواب الحالي، تصبح الحكومة في حالة تصريف الأعمال الذي يفرض الإسراع في إنجاز عدد من الأمور العالقة”.

بدوره، أشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى أن “أعداد المقترعين في انتخابات الخارج كانت كبيرة نسبياً بالمقارنة مع عدد الذين تسجلوا، ولكننا كنا نتمنى أن يكون أعداد المسجّلين للاقتراع أكبر مما حصل”، متمنياً “على بعد ثلاثة أيام من الانتخابات العامة في الداخل، أن تتم أيضاً على أكمل وجه وبنزاهة وشفافية وحرية”. وكرر دعوة الجميع الى “المشاركة في الاقتراع، والقيام بالواجب الوطني، لأنه لا يمكن العودة إلى الانتقاد اذا كنا تقاعسنا عن القيام بدورنا كمقترعين”.

وأعلن وزير الاعلام زياد المكاري بعد انتهاء الجلسة، أن الجلسة الأخيرة للحكومة الأسبوع المقبل.

شارك المقال