العين على الاقليم… وفشل 8 آذار في اختراقه

المحرر السياسي

يبدو “ستاتيكو” الأجواء المناطقية الانتخابية واضحاً في دائرة “جبل لبنان الرابعة” (الشوف، عاليه)، بما يشمل المناطق الدرزية والمسيحية التي تتكثّف خلالها التحضيرات للمشاركة في انتخابات الأحد. انفرزت الأجواء المناطقية بين التأييد المتعارف عليه للقوى السياسية التقليدية وبين الاتجاه نحو اختيار توجّهات تغييرية لمصلحة المجموعات والأحزاب الناشئة حديثاً والمحسوبة على المجتمع المدني وقوى الانتفاضة. ويتّضح أنّ الأحزاب الأكثر حضوراً في المنطقة على صعيد اللقاءات الشعبية والمهرجانات الانتخابية، هي أحزاب اللائحة التحالفية “الشراكة والارادة” المؤلفة من تحالف الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”القوات اللبنانية” وحزب “الوطنيين الأحرار”، مع الاشارة الى كثافة أعلام حزبية وصور تأييدية لـ”الاشتراكي” و”القوات” في قرى الشوف وعاليه على عكس أحزاب لائحة “الجبل” التحالفية بين قوى 8 آذار التي تغيب عن الساحة الحضورية في غياب أي مهرجان انتخابي رسمي أو مركزي وغياب المكاتب الانتخابية واللافتات المؤيدة، بحيث يتظهّر الانحسار الملفت لمظاهر التأييد لأحزاب هذه اللائحة في القرى على الصعيد الشعبي لناحية الخفوت المعطوف على خلافات هامدة وغير ظاهرة بين مرشحي اللائحة.

وإذا كانت صورة المناطق الدرزية والمسيحية واضحة في الاستعداد لمشاركة كثيفة في الانتخابات على صعيد الشوف – عاليه، فإن العين تبقى على استطلاع ما يمكن أن تنتجه الحركة الانتخابية في اقليم الخروب الذي يشكل بيضة القبان وكفة الميزان في رسم معالم النتائج الانتخابية العامة خصوصاً أن الصوت السني يشكل ثلث عدد الناخبين في الشوف. وأفادت معطيات “لبنان الكبير” بأن الصورة في منطقة الاقليم تتأرجح بين قسم من الناخبين الذي اتخذ خياره بالمشاركة وقسم آخر يتجه الى المقاطعة وعدم المشاركة، إضافة الى قسم ثالث لن تعرف توجهاته الا في ساعة الحسم الانتخابية اذ لا يزال التردد قائماً بالنسبة إلى موقفه. ويتّضح وفق المعطيات أن أكثر من مرشح على لائحة 8 آذار حاول في الأسابيع الماضية طرق باب إقليم الخروب من باب التحريض على الأحزاب المحسوبة تاريخياً على 14 آذار والعزف على وتر مواضيع بيئية أو اقتصادية ومحاولة تحميلها لتحالف تيار “المستقبل” والحزب “الاشتراكي”، علماً أن الرد يأتي هنا بأن المصانع التي نشأت في المنطقة ساهمت في آلاف فرص العمل وتتوخى المعايير البيئية. كذللك، يحاول أعضاء في لائحة 8 آذار الدخول الى قرى الاقليم من باب تأمين بعض الخدمات الظرفية كالمواد الغذائية والاغداق في الوعود الانتخابية، لكن من دون نجاح في اختراق القرى حيث أن النسبة الأكبر من أبناء الاقليم ترفض هذه المحاولات الالتفافية مع الاشارة الى أن الاستثناءات واردة دائماً. ويرتاح الحزب “الاشتراكي” الى مؤشرات استطلعها لناحية فشل 8 آذار في اختراق الاقليم.

وعلم أن أكثر المرشحين الذين يحاولون الدخول الى الاقليم سياسياً على صعيد 8 آذار، هم الوزير السابق وئام وهاب والنائب فريد البستاني والوزير السابق ناجي البستاني. ويلاحظ أن كلاً من المرشحين الثلاثة يحاول استقطاب ناخبين في الاقليم على نطاق شخصي فردي. إلا أن الكلمة الأساس في المنطقة تبقى مرتبطة بنهج تيار “المستقبل” في مرتبة أولى لناحية أعداد المناصرين، وتأييد الحزب “الاشتراكي” في مرتبة ثانية، اضافة الى فئة مؤيدة لـ “الجماعة الاسلامية” التي ستمنح أصواتها لمرشحها على لائحة “سيادة وطن” بالتحالف مع دعد القزي التي كانت من نسيج “الوطنيين الأحرار” لكنها شكلت لائحة خاصة في هذه الدورة الانتخابية بالتحالف مع “الجماعة”. ويرجح أن ينال كل من المرشحين سعد الدين الخطيب وبلال عبد الله الأصوات التفضيلية الأكبر في الاقليم وعلى الصعيد السني في غياب المرشحين السنة الأقوياء على لوائح أخرى. وتحل حليمة القعقور على لائحة “توحدنا للنغيير” في المرتبة الثالثة مع بعض الحضور والحركة لها في المنطقة وفق ما تشير الاستطلاعات المناطقية. ويمكن أن يأكل بعض المرشحين غير السنة في الشوف من صحن ناخبي الاقليم بمعدلات منخفضة. المؤكد حتى الساعة أن الانتظار هو العنوان الأساس الذي يرتبط بواقع الاقليم لجهة استطلاع الخيار النهائي للفئات المترددة لناحية المشاركة في التصويت من عدمه.

شارك المقال