البقاع الغربي: بين خرق للثورة وسيطرة حلفاء الحزب… “العرّاب” قال كلمته!

راما الجراح

حصل ما لم يكُن في الحسبان… غالبية التوقعات في البقاع الغربي كانت تُشير إلى استحالة تخلي الرئيس نبيه بري عن نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، وفي حال حصول لائحة “الغد الأفضل” على ثلاثة مقاعد فقط فسيكون المقعد الثالث له مع استبعاد سيناريو تفضيل المرشح الماروني العوني شربل مارون عليه، وذلك نظراً الى فرضه على اللائحة “غصباً” عن جميع المرشحين.

سقط الفرزلي في البقاع الغربي، أهم أقطاب النظام السوري في لبنان، وكان سقوطه مفاجئاً للجميع. حاول في اللحظات الأخيرة أن يخرق في اللائحة ولكن لم يحالفه الحظ على الرغم من جميع المحاولات. وأكدت معلومات “لبنان الكبير” أنه “كانت هناك محاولات جدّية وضغوط كبيرة لإيصال الفرزلي إلى مجلس النواب في الساعات الأخيرة للفرز بعد إشاعة أخبار حول صندوق آتٍ من سوريا في داخله حوالي ٨٠٠ صوت، الأمر الذي اعتبره الآخرون محاولتي تزوير لأنه في الأساس اللبنانيون الذين اقترعوا في سوريا على صعيد لبنان كله يبلغ عددهم ٨٥٠ صوتاً”.

وفي قراءة للنتائج الانتخابية في هذا القضاء، رأى أحد المحللين السياسيين الذي تمنى عدم ذكر اسمه لـ “لبنان الكبير” أنه “ليس صدفةً أن يسقط أبرز زعماء النظام السوري في لبنان من إيلي الفرزلي، إلى وئام وهاب وطلال أرسلان وأسعد حردان في هذه المرحلة الدقيقة جداً التي تمر بها البلاد، وهذه النتيجة تحمل العديد من الاحتمالات التي أدت إلى وصولها”، معتبراً أن “الفترة الممتدة حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ستشهد خضة أمنية كان يعوّل عليها قبل الانتخابات لتطييرها، ولكن السيناريو نفسه يتداول به اليوم والتخوف كبير”.

أضاف: “على صعيد البقاع الغربي، لم يحصل أي تغيير جذري في النتائج مقارنة مع انتخابات ٢٠١٨، فوجه إيلي الفرزلي الوحيد الذي كان استفزازياً وطار، بينما شربل مارون الذي يعتبر المحارب الشرس ضد أهالي البقاع الغربي في ملف الكهرباء فاز وعلى حصان أبيض، إضافة إلى المرشح السني حسن مراد الذي حصل على رُبع أصواته من خارج الطائفة السنية وكما قيل بالتجيير الشيعي”.

وتابع: “المقاطعة السنية كانت حاضرة في دائرة البقاع الثانية وأثرت بشكل مباشر على نتيجة المرشح المستقل عن أحد المقعدين السنيين محمد القرعاوي، الذي تلقى دعمه بشكل كبير من المرج التي تعتبر أكبر بلدة ناخبة في هذا القضاء، والتي فاجأت جميع المطلعين على سير عملية الإنتخابات بسحقها المرشح حسن مراد الذي خسر فيها ٤٠٠ صوت عن معدل العام ٢٠١٨، وصبت أكثر أصواتها بين القرعاوي ومرشح المجتمع المدني ياسين ياسين. ويُشهد للوزير السابق جمال الجراح قيادته هذه المعركة في بلدته المرج تحديداً لإيصال رسالة الى الطرف الآخر أن الكلمة الفصل هي لأهالي هذه البلدة الذين برهنوا عن رفضهم لأي مرشح مدعوم من حزب الله والنظام السوري بحسب النتائج الرسمية، واعتبره كثيرون عرّاب العملية الانتخابية!”.

شارك المقال