7 نواب: كيف يؤثّرون في التوازنات؟

المحرر السياسي

صحيح أن استحقاق الانتخابات النيابية أنتج برلماناً بمواصفات عراقية على طريقة “بلوكات” من أقليات نيابية لا مكان فيها لأكثرية واضحة المعالم، إلا أن المؤكد أن هناك عدداً من النواب الرماديين الذين لم يبدوا بوضوح مواقفهم من المسائل الاستراتيجية الكبرى ولا يمكن تصنيفهم إلى جانب فريق أو آخر حتى اللحظة. ويمكن لهؤلاء في حال قرروا التموضع بين جهة وأخرى أن يغيّروا معادلات أو أن يساهموا في ارتفاع عدد أعضاء كتل نيابية معينة. ماذا في التفاصيل التي يمكن من خلالها تفنيد “النواب الرماديين” الذين لا مؤشرات واضحة حول انضوائهم في كتل معينة أو اختيار السير في إطار محور سياسي على حساب محور آخر؟

الانطلاقة من دائرة عكار حيث سبّب النائب سجيع عطية جدلاً حول تموضعه السياسي وإلى أي كتلة يمكن أن ينضم. حتى اللحظة، أشارت معلومات “لبنان الكبير” إلى أن عطية يتجه الى الانضمام الى كتلة النائب محمد سليمان مع اتخاذ منطلقات انمائية خاصة بالمحافظة بعيداً عن الشؤون والمسائل السياسية التي سيؤجل البحث فيها الى مرحلة لاحقة، مع الاشارة الى أن الكتلة ستتخذ منطلقات وعناوين سيادية.

وإلى دائرة طرابلس التي أفرزت تفرعات نيابية برز من بينها النائب ايهاب مطر الذي يمثل أحد النواب الذي شكلوا علامات استفهام في مجالس سياسية حول تموضعه في المجلس النيابي وحول قوة مواقفه وجهوزيته السياسية على الرغم من قدومه من الاغتراب. ويمكن التأكيد أن مطر مستقل ولا ينتمي الى أي جهة سياسية أو حزبية، واقتصرت علاقته مع “الجماعة الاسلامية” على تحالف انتخابي انتهى بعد الانتخابات، مع حرصه وفق ما يقول على أن يمد يده للجميع اذا كان الهدف مصلحة طرابلس.

وفي دائرة بيروت الثانية يعتبر النائب نبيل بدر مستقلاً من دون أن يحسب على قوى الانتفاضة أو على خط سياسي واضح المعالم بما يجعل تصنيفه في إطار النواب الرماديين على الرغم من اعتباره أكثر قرباً من نهج قوى 14 آذار سابقاً.

وفي دائرة الجنوب الأولى (صيدا، جزين)، يمكن اعتبار نتائج الانتخابات غير مسبوقة مع نجاح 3 نواب على لائحة تغييرية ضمت النواب أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد. ويعتبر النواب الثلاثة على مقربة في تصنيفهم من النواب التغييريين مع الاحتفاظ بهامش خاص. وهناك تساؤلات حول كيفية اتخاذ هؤلاء النواب قراراتهم ومواقفهم على صعيد العناوين الاستراتيجية الكبرى. وهناك نوع من الضياع حتى اللحظة وفق معطيات “لبنان الكبير” على صعيد مسار النواب التغييريين ومدى إمكان انضوائهم في كتلة موحدة وما اذا كانت ستضم جميع الأسماء. وعلم أن هناك تنوعاً في المقاربات حول هذا الموضوع بين النواب الجدد حتى الساعة.

وفي دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي، راشيا)، كانت المفاجأة في سقوط محمد القرعاوي ونجاح غسان سكاف، الذي يعتبر مرشحاً مستقلاً على اللائحة التي ضمت تحالف القرعاوي والنائب وائل أبو فاعور. وأشارت معطيات “لبنان الكبير” إلى أن سكاف سيحافظ على استقلاليته مع الاتجاه الى الانضمام الى كتلة “اللقاء الديموقراطي” كحليف لها بما يجعله جزءاً من القرارات التي تتخذها الكتلة.

ويشير الاستنتاج العام الى أن النواب المستقلين أو الرماديين على تنوع التسمية، هم أقرب في خانة بعيدة عن قوى 8 آذار، بما يبعّد المسافة عن امكان حيازتهم أكثرية ولو بشكل غير مباشر.

شارك المقال