المواضيع الأساسية غابت عن نواب التغيير!

راما الجراح

وقع نواب الثورة أو التغيير في أول فخ إعلامي عند أول ظهور لهم ضمن برنامج “صار الوقت” على قناة الـ “MTV” مع الإعلامي مرسيل غانم، الذي عوّدنا على استضافة مسؤولين سياسيين ورؤساء أحزاب تشكل في بعضها استفزازا لأغلب فئات المجتمع اللبناني بعد بروز الأزمات الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي أدت إلى انهياره وتفككه شيئا فشيئا.

لم ينقص الحلقة التي استضافت النواب التغييرين الجُدد على مجلس النواب، إلا نثر الأرز والزغاريد على وقع أنغام الثورة، وتوزيع الورود، حتى بات الاستديو أشبه بساحة انتفاضة. وقد انتقد كثيرون الحلقة وعبروا عن انزعاجهم من النواب لأنهم تعاملوا مع المواضيع المطروحة بطريقة لا تليق بهم كممثلين عن الشعب، إذ علّق الناشطون السياسيون تحديداً على الأداء الهابط والانخراط في تصويت على قوانين داخل الحلقة، الأمر الذي استفز فئة كبيرة لان مثل هذه المواضيع تناقش فقط في مجلس النواب أي في مكان العمل الحقيقي.

وحمّل البعض الآخر المسؤولية الى مارسيل غانم بأنه لطالما يخصص برنامجه للدعاية الاعلامية لأحزاب المنظومة الفاسدة ومن لف لفيفهم، وقد وقع النواب التغييريون في فخه، إذ اعتبروا انه استعملهم كأداة لطعن ثورة ١٧ تشرين من خلال التصويب على المواضيع بطريقة هزيلة.

وأكد أحد الناشطين في العمل السياسي لـ”لبنان الكبير” أنه “كان يجب على النواب التغييرين أن لا يتعاملوا مع الأمور بشكل عادي جداً، فمرسيل مارس عمله بمهنية، ووضع أسئلته، ووجهها لهم بطريقة مباشرة، وبدأ الحوار، لكن الضيف يقع عليه قبول أو رفض السؤال، وبالأخص إذا كان السؤال موجّه من الجمهور في الاستديو وعلى الهواء مباشرة، وبالتالي يجب عليهم إيجاد اجوبة مناسبة أو رفض السؤال في حال لم يكن في وقته المناسب، وهذا ما لم يحصل، إذ كان عليهم عدم الدخول في موضوع الزواج المدني الذي “لا يقدم ولا يؤخر” في حياتنا المعيشية اليوم، واللجوء إلى مواضيع تهم الناس أكثر”.

وأضاف: “ليست البطولة أن تقبل أو ترفض الزواج المدني، فالشباب اللبناني أساسا لا يقوى على الزواج بسبب معدلات البطالة العالية، والوضع الحالي لا يخوّله إنشاء عائلة وتحمّل مسؤولياتها، وبالتالي كممثلين من الشعب وللشعب كما يدّعون كان يجب عليهم التطرق إلى نقاط تهم المواطنين الذين علّقوا آمالهم على برامجهم ويراهنون عليهم في الوصول إلى التغيير الحقيقي ومواجهة السلطة وجهاً لوجه في مجلس النواب”.

تفاوتت الآراء وتضاربت حول حلقة نواب ١٧ تشرين، والأغلبية رأت أنه يجب على النواب الانتباه جيدا الى سلوكياتهم وطريقة تعاطيهم مع المواضيع، فهم ليسوا تلامذة عند اي شخص، وعليهم أن يعوا أن الشعب الذي اوصلهم إلى البرلمان بانتظار مواقفهم وأعمالهم، مع تخوّف كبير من أن ينجروا ويتشابهوا بنواب السلطة في الأيام المقبلة وكأنه “ما عملنا شي” لذلك “صار الوقت” للتغيير الحقيقي.

شارك المقال