من هم الرابحون والخاسرون في الانتخابات؟

المحرر السياسي

من هم الرابحون في استحقاق الانتخابات النيابية 2022؟ وماذا عن الأحزاب التي يمكن تصنيفها في خانة الخاسرة؟ ثمة أكثر من معطى يدخل في إطار قياس هذه المعادلة انطلاقاً من توزيع موازين المجلس النيابي بين النواب. ويتأكد وفق معطيات أن فريق “الممانعة” لم يستطع نيل الأكثرية النيابية، مباشرة أو بصورة غير مباشرة، باعتبار أنّ النواب المستقلين أقرب في توجهاتهم الى تبني خطاب مضاد لتوجهات “حزب الله”. وكانت بارزة مواقف عدد من النواب المستقلين قبل ساعات لجهة التأكيد على عناوين عامة مناهضة للمحور “الممانع”.

وفي السياق، أكد النائب أحمد الخير عن دائرة الشمال الثانية (المنية) أن “مسيرتي السياسية كما بدأت على نهج رفيق الحريري، سأكملها، ملتزماً بلبنان سيداً حراً مستقلاً، يؤمن بالاقتصاد الحر، والإعمار، والتعليم، ومتابعة هموم الناس”. أتى ذلك خلال زيارته ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري لقراءة الفاتحة السبت الماضي. ومن جهته، طالب النائب إيهاب مطر عن دائرة الشمال الثانية (طرابلس) بمحاسبة مفجّري مسجدي التقوى والسلام، فضلاً عن مواقفه المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة. وأشار النائب غسان سكاف عن دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي، راشيا) إلى علاقته الممتازة برئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، في وقت يسلّط الضوء على موقف حديث وبارز أدلى به لناحية رفض أخذ لبنان إلى محور آخر، مع تأكيده أن الرئة التي يتنفس منها لبنان متمثلة في الخليج العربي، وأي توجه شرقاً هو توجه الى المجهول. وكانت واضحة مواقف النائب شربل مسعد عن دائرة الجنوب الأولى (صيدا، جزين)، لجهة التمسك باستقلالية القضاء وتقوية الجيش اللبناني.

وإذا كانت مواقف غالبية النواب المستقلين غير المحسوبين على كتل نيابية واضحة في عناوينها الكبرى بما يشير إلى جوّ برلماني مستقلّ مواجه للتوجهات “الممانعة”، فإن قياس مفاعيل الربح والخسارة من بوابة الأصوات التفضيلية تشير إلى تقدّم كبير لقوى المجتمع المدني التغييرية في حيازة الأصوات التفضيلية، وفق معطيات “لبنان الكبير” بالاستناد إلى القراءة الرقمية الأولية لمركز الباحث كمال الفغالي، وذلك بنسبة 12.4% مقارنة مع الاستحقاق الانتخابي السابق، من دون احتساب أصوات النواب السياديين المستقلين الذي يرفع نسبة التقدم أكثر. وتقدّم حزب “القوات اللبنانية” 3 نقاط مئوية في حسابات نسبة الأصوات التفضيلية، فيما لم يتراجع الحزب “التقدمي” في النقاط المئوية لناحية معدل الأصوات التفضيلية، بما يعني البقاء على الحجم نفسه. وفي الموازاة، لا تبدو مؤشرات محور 8 آذار مشجعة، اذ أن “حزب الله” وحده حقّق تقدماً بنقطة واحدة، فيما تراجعت حركة “أمل” 0.25% تفضيلياً، و”التيار الوطني الحر” 2%، والطاشناق 0.3%. ولا يمكن الاستهانة بمعاني هذه الأرقام باعتبار أن كل تراجع بنقطة مئوية واحدة له دلالات كبرى على حجم التراجع في عدد الأصوات.

وفي وقت تأكد أن الكفة مرجحة للتغييريين والمحور السيادي في معايير الربح الانتخابي لناحية الأصوات التفضيلية على حساب محور 8 آذار، فإن اتخاذ مقياس عدد النواب يشير إلى تقدّم للقوى التغييرية بما في ذلك الأحزاب الناشئة والمجتمع المدني من نائب واحد (بولا يعقوبيان) إلى 14 نائباً من دون احتساب بعض المستقلين الذين احتفظوا بهامش خاص بهم. وكبر تكتل “القوات اللبنانية” من 15 نائباً فور تشكيله إلى 18 نائباً حضروا الاجتماع الأول للتكتل، مع الاشارة إلى عدم احتساب عدد من النواب الحلفاء. وحافظ الحزب “التقدمي” على الحجم نفسه مع حليفه سكاف. وارتفع عدد نواب “الكتائب” من 3 إلى 4 نواب، مع احتساب حلفائه المقربين اذ أن هناك مساعي لتشكيل تكتل نيابي يضم الجميع. وبعدما تألف تكتل “لبنان القوي” من 29 نائباً لحظة صدور النتائج الانتخابية في الاستحقاق الانتخابي الماضي، تراجع إلى 18 نائباً مع إضافة 3 نواب اذا قرر نواب “الطاشناق” الانضمام اليه. وتراجعت كتلة “التنمية والتحرير” إلى 15 نائباً بعدما كان عدد نوابها 17 في العام 2018. وبلغ عدد نواب “حزب الله” 13 نائباً كما في الدورة الانتخابية الماضية، إلا في حال انضمام نائبي دائرة بعلبك – الهرمل عن المقعدين السنيين، بما يرفع العدد إلى 15. وتراجعت كتلة الحزب “القومي، إلى صفر بعدما كانت 3 نواب. وسقط طلال أرسلان. وتراجع حجم نواب تيار “المرده” من 3 إلى نائب واحد. وتؤكد هذه الأرقام بوضوح استنتاجاً أساسياً: فاز التغييريون والسياديون في الانتخابات… وخسر محور “حزب الله” الأكثرية.

شارك المقال