“أنتيغوا وبربودا” في بعبدا… لماذا؟

الدوري
الدوري

إنو ليش “أهلا بهالطلة” مش “يا هلا بالضيف” التي ترددت أمس في أرجاء قصرنا الرئاسي، العامر، المزدحم، الذي لا تطفأ أنواره ليلاً نهاراً لزحمة العمل والضيوف؟

فعلاً، وعلى الرغم من تقلب الدهور علينا، وبعد أن صرنا تحت كتير، ما زلنا بلداً مقصوداً لقضاء وقت خفيف سريع، سياحة سياسية ربما.

الحمدلله.

قالت الوكالة الوطنية: أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لرئيس حكومة “أنتيغوا وبربودا” غاستون الفونسو براون “ترحيب لبنان بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة”.

“أنتيغوا وبربودا”؟

ما إلنا الا “غوغل” لنعرف شيئاً عن هذه الدولة: تقع في البحر الكاريبي. عضوة في الكومنولث. سكانها ينقصون عن مئة ألف نسمة.

لكن “غوغل” يحكي الكثير عن “ميزة” مهمة لهذه الدولة: برنامج الجنسية وجواز السفر.

يحتل جواز سفر أنتيغوا حالياً المرتبة 28 وفقاً لمؤشر “غايد” (Guide) لترتيب جوازات السفر. ويتيح هذا الجواز لحامليه إمكانية السفر بدون تأشيرة إلى 152 وجهة حول العالم، ما يمنحه درجة تنقل عالية عموماً ويجعله مرغوباً.

يتمتع حاملو جواز سفر أنتيغوا بإمكانية الدخول بدون تأشيرة والحصول على تأشيرة عند الوصول إلى دول عديدة مثل سنغافورة والمملكة المتحدة والبرازيل وروسيا والاتحاد الأوروبي بأكمله، ما يتيح لهم إمكانية السفر بشكل فوري إلى العديد من الدول حول العالم. ومع ذلك سيحتاج حاملو جواز سفر أنتيغوا إلى الحصول على تأشيرة لدخول حوالي 77 وجهة في العالم بينها الصين والولايات المتحدة وأستراليا.

يصعب تقدير ما الذي رمى برئيس حكومة “أنتيغوا وبربودا” غاستون الفونسو براون الينا، وما هي الفائدة التي يمكن أن يجنيها من زيارته لنا، الا إذا كان في مهمة ترويج لبرنامج الجنسية الذي يشكل مصدر دخل مهماً لبلاده؟

لكن هذه الزيارة يمكن أن تلقي الضوء على مكانة جواز السفر اللبناني حالياً، الذي يحتل المرتبة 100 وفقاً لمؤشر “غايد” (Guide) لترتيب جوازات السفر، ويعتبر أحد الأقل مرتبةً حول العالم.

ويتمتع حاملو الجواز اللبناني بإمكان السفر بدون تأشيرة أو الحصول على تأشيرة عند الوصول إلى 43 دولة فقط منها إندونيسيا والدومينيكان ومدغشقر وسيشيل. في المقابل، هناك 186 وجهة سفر يحتاج معها حاملو جوازنا إلى الحصول على تأشيرة مسبقة قبل السفر إليها.

وفي الحالة التي وصلناها نحن وجواز سفرنا، يمكن تقدير أن رئيس حكومة “أنتيغوا وبربودا” غاستون الفونسو براون يرانا سوقاً مهمة جداً لترويج بضاعة بلاده الرائجة بين اللبنانيين الذين ضاقت بهم السبل.

أحسب أن المستر براون شكر فخامة رئيس جمهوريتنا على نقل لبنان من “هالكم أرزة العاجقة الكون” الى “هالكم معتر الضايق فيهم الكون”.

شارك المقال