نقطة تحول في الحرب الأوكرانية لصالح بوتين؟

حسناء بو حرفوش

هل بدأ فصل جديد من فصول الحرب الأوكرنية؟ وفقاً لقراءة للمحللة شانون فافرا ومراسلة الأمن القومي في موقع صحيفة “ديلي بيست” (thedailybeast) الالكتروني، “قد يشكل التحول الاستراتيجي الذي أعطى الأفضلية لجيش فلاديمير بوتين، بداية لفصل جديد تماماً في الحرب في أوكرانيا، حيث سيطرت القوات الروسية على منطقة رئيسة شرق البلاد في نهاية الأسبوع، في ضوء تكثيف موسكو للتنسيق والتخطيط، حسب تقرير استخباراتي بريطاني. ويحمل هذا التغيير في النهج القتالي للقوات الروسية علامات مبكرة على بداية مرحلة جديدة وربما مثيرة للقلق.

وبينما نفى المسؤولون الأوكرانيون بداية خسارتهم ليسيتشانسك، أحد آخر معاقلهم في لوهانسك بشرق أوكرانيا، أكدت القوات الأوكرانية الأحد انسحابها من المنطقة التي سيطرت عليها القوات الروسية. ولم يأت هذا النجاح الروسي من قبيل الصدفة، فبينما تعثرت القوات الروسية بسبب الأخطاء التي ارتكبتها سابقاً في الحرب منذ شهور، بدأت تحسن تنفيذ خططها الحربية والعمل عبر الفرق. ومن المحتمل أن بوتين قد حقق تنسيقاً فاعلاً بين مجموعتين قتاليتين رئيستين في دونباس، وفقاً للتقرير المخابراتي على عكس المراحل السابقة من الحرب.

وتتجه الحرب إلى إطار مختلف عن الأشهر الأربعة الماضية، حيث لم تنسق القوات الروسية في ما بينها بصورة جيدة وتعثرت لوجيستياتها وتخطيطها، وكانت تحاول بنشاط تخريب خطط الهجوم الخاصة بها بدلاً من القتال. ويبدو هذا التطور مثيراً للقلق بصورة خاصة بالنظر إلى أن روسيا لن تتوقف على الأرجح في لوهانسك. وأكد سفير أميركي لصحيفة “ديلي بيست” أن التقويم الأميركي الحالي يدور حول رغبة روسيا في الإحتفاظ بخطط للسيطرة على أوكرانيا بأكملها، وليس على أراضي أوكرانيا الشرقية فقط.

وفي الأيام المقبلة، قد توجه القوات الروسية انتباهها إلى مناطق أخرى في شرق أوكرانيا، بما في ذلك منطقة دونيتسك المجاورة. وحث بوتين القوات الروسية على الاستمرار في المنطقة “كما حدث في لوهانسك”، داعياً إياها الى “تنفيذ مهامها وفقاً للخطط المعتمدة مسبقاً”.

وبالفعل، تركز القوات الروسية على نقاط في منطقة دونيتسك، وفقاً لهيئة الأركان العامة الأوكرانية. وفي الأيام القليلة الماضية، ركزت أيضاً على مهاجمة مدن ومناطق متعددة وقصفت منطقة دونيتسك ودنيبروبتروفسك ومناطق ميكولايف وسومي وخاركيف وزابوريزهزيا وخيرسون وتشرنيهيف وخميلنيتسكي. لكن على الرغم من الضربات المؤلمة، لا يعني ذلك أن روسيا ستتجه نحو النصر، وفقاً لمايكل كوفمان، مدير برنامج أبحاث حول الأمن القومي الروسي. وبالنسبة الى كوفمان، “هذا وقت حرج بالنسبة الى الجيش الأوكراني لأن هذه هي الأشهر القليلة التي تنخفض فيها ذخيرة المدفعية للغاية، ويحاول الجيش خلالها الانتقال إلى الأنظمة الغربية. وهذه المرحلة الحالية هي في الغالب مرحلة بقاء أوكرانيا ومحاولة استعادة الأراضي”.

بيد أن روسيا قد توشك على الاستيلاء على المزيد من جزر دونباس، إلا أن الفوز في لوهانسك يخدم على الأرجح غرضاً لا علاقة له في حد ذاته بالاستيلاء على المزيد من الأراضي: لدى بوتين الآن رسالة حول النجاحات في ما يسمى بـ “العملية العسكرية الخاصة”، والتي زعم أن روسيا تقوم بها لمساعدة شرق أوكرانيا، بما في ذلك لوهانسك.

ورأى كوفمان أن معركة لوهانسك ليست النهاية بالنسبة الى روسيا وأوكرانيا. “قد تكون معركة سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك قد انتهت، لكننا حالياً أمام معركة سلوفيانسك وكراماتورسك، والسؤال الكبير يتمحور حول قدرة الجيش الروسي أو لا على الاستيلاء على هاتين المدينتين”.

وأصدر بوتين أمراً بوقف عمليات القوات الروسية في المنطقة، وفقاً لمعهد دراسة الحرب (ISW)، بينما أكد المسؤولون الأوكرانيون أنهم يشكون في أن الظفر بلوهانسك يعني أن روسيا في طريقها للفوز بالحرب. ونقلت “رويترز” عن سيرهي هايدي حاكم منطقة لوهانسك قوله إن هذه المعركة مؤلمة للغاية لكنها لا تعني خسارة الحرب”.

شارك المقال