رحلة بوتين إلى طهران تحد لبايدن؟

حسناء بو حرفوش

أعلنت الحكومة الروسية عشية انطلاق جولة الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط أن الرئيس فلاديمير بوتين يعتزم بدوره القيام برحلة خاصة إلى المنطقة بهدف تعزيز العلاقات مع إيران ومناقشة القضايا المتعلقة بالدور الروسي في أوكرانيا وسوريا، خلال قمة ثلاثية بين زعماء روسيا وإيران وتركيا، وأعلن الكرملين أن بوتين سيلتقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال زيارة إلى إيران في 19 تموز. ولا يخفى على أحد أن الرئيسين يتشاركان وجهة نظر معادية للولايات المتحدة، التي يعتبرانها التهديد الرئيس لحكمهما ولجهودهما الفردية لإحياء الإمبراطوريتين الروسية والفارسية، حسب قراءة لجيمس فيليبس، كبير الباحثين في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة “هيريتيج” البحثية (Heritage).

وحسب القراءة التي نشرت في موقع “DailySignal” الالكتروني الأميركي، “استهدفت العقوبات الأميركية كلا البلدين وهما يتعاونان للالتفاف عليها وتقويضها. ومن ضمن أهداف رحلة بوتين، تحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين المتضررين من العقوبات، وفقاً لرئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني. ولا شك أن تنسيق مخططات جديدة لخرق العقوبات سيكون على جدول الأعمال. وأظهر بوتين ازدراء هائلاً للمعايير الدولية وحقوق الإنسان من خلال تبني النظام الإيراني في وقت حرج تنتهك فيه إيران التزاماتها بمنع انتشار الأسلحة النووية بموجب اتفاقية الضمانات النووية وتسريع جهودها النووية. مع الإشارة إلى أن إيران وروسيا خاضتا خمس حروب ضد بعضهما البعض واشتبكتا مراراً منذ العام 1651. لكن النظامين المعزولين بصورة متزايدة، وجدا مصلحة مشتركة في معارضة الولايات المتحدة. كما تحالف النظامان خلال الحرب في سوريا، حيث نسقا جهودهما لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

صفعة دبلوماسية؟

من المرجح أن ينظر بوتين إلى رحلته إلى إيران على أنها فرصة للتغلب على بايدن بحيث قد ينتقم من الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا من خلال تعزيز العلاقات العسكرية الروسية مع إيران. وكانت روسيا قد باعت دبابات وطائرات حربية وغواصات وأسلحة أخرى لايران في الماضي، لكنها أوقفت تزويدها بالأسلحة الهجومية في السنوات الأخيرة بسبب حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران. وانتهى هذا الحظر في العام 2020، لكن موسكو لم تعلن عن أي مبيعات أسلحة كبيرة، ربما بانتظار إمكان إعادة التفاوض بشأن الاتفاقية النووية الإيرانية لعام 2015، وبالتالي تمكينها من تلقي مدفوعات من إيران بعد رفع العقوبات المالية الأميركية.

وقد يرى بوتين هذه الرحلة كفرصة مناسبة للإعلان عن صفقة كبيرة لبيع الأسلحة، مما يسمح له ولرئيسي بتأكيد تحالفهما الناشئ والتحدي المشترك للولايات المتحدة. كما قد يناقش الرئيسان استعداد إيران لتزويد روسيا بما يصل إلى عدة مئات من المسيّرات، التي يجد بوتين أنها مفيدة في حربه في أوكرانيا، حيث يواجه الطيارون الروس الردع بسبب الدفاعات الجوية الأوكرانية التي حولت الكثير من المجال الجوي الأوكراني إلى منطقة حظر طيران. وأثناء وجوده في طهران، من المفترض أن يلتقي بوتين أيضاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد انضمام تركيا إلى إطار آستانا الديبلوماسي الذي تقوده روسيا والذي يسعى الى استبعاد الولايات المتحدة من المفاوضات متعددة الأطراف بشأن مستقبل سوريا. وبالإضافة إلى لقاء ثلاثي روسي إيراني تركي حول سوريا، سيتناول أردوغان وبوتين أيضاً القضايا الثنائية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، بحيث يسعى أردوغان الى وضع نفسه كوسيط بين موسكو وكييف.

ويبذل بوتين قصارى جهده للتغلب على بايدن من خلال رحلته الخاصة إلى إيران، والتي سيسعى في إطارها إلى تعزيز التعاون الروسي الإيراني في القضايا الأمنية والاقتصادية والعقوبات؛ للضغط من أجل المساعدة الإيرانية في خوض الحرب في أوكرانيا؛ ومناقشة حل ديبلوماسي محتمل لسوريا يأمل أن يجذب الدعم التركي”.

شارك المقال