ميشال سماحة وعصر الأزلام

الراجح
الراجح

قصة الأزلام هي قصة كل حاكم في هذا العالم قديماً أو حديثاً، شرقاً أو غرباً، كان له أي الحاكم أو معه دائماً “زلم” يسمى “زلمتو” حيناً بمدير الشرطة، وحيناً آخر بمدير المباحث وفي بلاد الفرنجة، وبعد عصر مكيافيللي كثر الأزلام فتعددت ألقابهم. صار فريق منهم يُعرف بالهامس، وفي لبنان يُعرف بالمستشار وهو الشخص (الزلمة) الذي يهمس الهمسة الأخيرة في أذن الحاكم. منذ أيام العباسيين كان لكل خليفة مئة أو مئتان من النوع الهامس أو الراوي وفي عصرنا الحديث المخبر المأجور. وهذا النوع الأخير أي المخبر المستشار يهمس بطريقته في أذن الحاكم ساعة يشاء، وقد أجاد الأديب جرجي زيدان في وصف هذا الجو وخساساته وسفالاته في قصته الشهيرة “السلطان عبد الحميد”.

اما ونحن نترقّب خروج أبرز الأزلام من سجنه اليوم وأقصد “الزلمة” ميشال سماحة، فكان لا بد من التذكير بأنواع الأزلام ومستوياتهم فمنهم مَن يسلّي ليحصل على الأموال أو الهبات لبعض قطع الأرض، ومنهم من هو العكس كميشال سماحة، فهذا “الزلمة” من الصنف الغليظ المغرور، معدوم الكفاءة، غنيّ الأحقاد وهذا الأهم.

للتذكير حين خرج ميشال سماحة بكفالة مالية قدرها 150 مليون ليرة لبنانية أي ما يعادل مئة ألف دولار أميركي في حينه، قال: “سوف أتابع عملي السياسي بصورة طبيعية واخلاء سبيل حقي القانوني”.

الا أن أيامه في الحرية لم تدم طويلاً، اذ في 8 نيسان 2016 أصدرت محكمة التمييز العسكرية حكمها النهائي والمبرم بسجن “المستشار” ميشال سماحة ثلاث عشرة سنة مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية لنقله المتفجرات من مكان عمله في سوريا الى لبنان بغرض قتل شخصيات لبنانية من سياسيين ورجال دين.

للصدفة الغريبة خرج ميشال سماحة من سجنه عشية الذكرى الثانية لتفجير مرفأ بيروت وكأن القدر يتدخل لإعلامنا بوجوب التفريق بين انتهاء محكومية سماحة وبين الموقف من العمالة والتي هي ليست جرماً عادياً ولا هي عملية اختلاس أموال خاصة أو عامة. لذا على كل مؤمن بوطنه وعلى كل حقوقي حر وكل أصحاب الرأي المستقل الاستعداد لخوض معركة تجريد ميشال سماحة من هويته اللبنانية وعزله الكامل عن أي نشاط سياسي ووضعه في سيارته التي كانت مملوءة بمتفجرات القتل وإعادته الى سوريا حيث مكانه الطبيعي حتى لو اضطر الأمر للجوء الى المحاكم الدولية.

شارك المقال