رسول النيترات بُعثَ… فكان ٤ آب

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

في شهره المجيد، أطل علينا الرسول المبعوث، المكلّف، متفاخراً بتكليفٍ وهمي ليعطي جمهوره جرعة مورفين قبل بضعة أيامٍ من الذكرى السنوية الثانية لتفجير المرفأ. أطل علينا بفخرٍ واعتزاز، وكأنّ من كلّفه راضٍ عنه وعن تصرفاته. 

بُعث الينا، لكي يحيا هو، ونموت نحن. بُعث الينا كي يستخدمنا لتخزين مواده، ونموت نحن. بُعث الينا لكي نُدفن تحت الأرض.

أطنان من النيترات فجرّت بيروت الّتي كرهها نظام “الشقيقة”. 

أطنان من النيترات دمّرت المدينة التي احتضنت الجميع. 

أكثر من ٢٠٠ شهيد قضوا، وجُرح الآلاف من أجل الرسول وحروبه العبثية. 

بات واضحاً من لا يريد التحقيق. من لا يريد للعدالة أن تُكشف. وقف الرسول في وجه القاضي طارق البيطار، فأصبح التحقيق مرمياً في الجوارير. بات واضحاً وبعد سنتين، من أدخل الشحنة، من علم بوجودها ومن لم يتخذ أي قرار بسحبها. 

بات واضحاً أن عهد الاصلاح خبأ الحقيقة ليدافع عن الرسول. 

بات واضحاً من لا يريد الحياة لبيروت، من هو مستعد ليقدّم أبناء وطنه قرباناً كي يُرضي أسياده.

بات واضحاً من جعل من بيروت ساحة حربٍ لتصفية حساباته الخارجية.

في ٤ آب ٢٠٢٢، بيروت أكبر ممن نفّذ، خطّط، تآمر وقتل.

بيروت جريحة، نعم، ولكّنها جاهزة لتواجه من خذلها، واستخدمها وقتلها.

في ٤ آب ٢٠٢٢، الحقيقة واضحة، والمسؤول معروف.

في ٤ آب ٢٠٢٢، تحية لكل شهيد سقط، وكل جريح عانى ويعاني، وكل لبناني لم ينسَ… 

شارك المقال