هل يهاجم بوتين الناتو في المرحلة المقبلة؟

حسناء بو حرفوش

يهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ شهور بضرب أهداف جديدة في أوكرانيا في حال استمر الغرب بإمداد جيشها بالأسلحة، ومع ذلك يبدو أن حلف الناتو، حسب تحليل للكاتب البريطاني جاك بابكي، يستعد لما هو أكثر بكثير من مجرد ضربات جديدة في أوكرانيا.

ووفقاً للمقال، “شارك الناتو الخميس الماضي، مقطع فيديو كشف فيه عن كيفية قيام الطائرات المقاتلة وطائرات المراقبة بدوريات في المجال الجوي للدول الأعضاء في أوروبا على خلفية مخاوف من تفكير محتمل للرئيس الروسي بشن ضربات خارج أراضي الناتو. وأوضح الناتو في تغريدة أن طائرات الاستطلاع والطائرات المقاتلة التابعة لحلفائه تقوم بدوريات جوية على مدار الساعة لحماية المجال الجوي لهم.

وفي هذا السياق، يطرح السؤال عما يهدد به بوتين فعلاً؟ لقد هدد الغرب منذ بداية الغزو، وحذر من “عواقب لا يمكن التنبؤ بها” في حال واظبت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على دعم أوكرانيا في الصراع. وفي حزيران، أعلن بوتين أنه سيضرب الأهداف التي لم يصل إليها بعد إذا تلقت أوكرانيا أسلحة بعيدة المدى من الولايات المتحدة أو دول الناتو الأخرى. ولم يتم تجاهل التحذيرات بالكامل فقد رفض البيت الأبيض في البداية إرسال صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تضرب الأراضي الأوكرانية. ومع ذلك، قررت إدارة بايدن في النهاية إرسال عشر راجمات صواريخ من منظومة “هيمارس”. ومنذ ذلك الوقت، سمحت أنظمة الصواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا بضرب مستودعات الذخيرة الروسية وتدمير جسر إمداد رئيسي فوق نهر دنيبرو.

ولم يحدد الرئيس الروسي المكان الذي ينوي استهدافه في حال استمر الناتو بإمداد أوكرانيا بالسلاح، على الرغم من أنه من الآمن افتراض أن الكرملين يمكن أن يستعد لتركيز ضرباته على منطقة أوبلاست دونيتسك وكذلك المدن في جنوب أوكرانيا. واستعادت القوات الأوكرانية بالفعل 53 مستوطنة في مدينة خيرسون التي تحتلها روسيا منذ أن قضت أياماً مهمة خلال الأيام الأولى من الحرب، مما أعطى بوتين سبباً لإعادة تركيز جهوده في المنطقة. كما أمضى الكرملين الأشهر الخمسة الماضية في توجيه تهديدات مبطنة الى الغرب، مشيراً إلى أن الضربات العسكرية ضد أهداف الناتو ليست بعيدة تماماً. وردت موسكو هذا الأسبوع على التعليقات التي أدلى بها مسؤول أوكراني حول التعاون مع الولايات المتحدة واتهمت البيت الأبيض بأنه “متورط بصورة مباشرة” في الحرب.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية أن كل هذا يثبت بشكل لا يمكن إنكاره أن واشنطن، خلافاً لمزاعم البيت الأبيض والبنتاغون، متورطة بصورة مباشرة في الصراع في أوكرانيا. ويبدو أن قوات الناتو تأخذ تهديدات روسيا على محمل الجد، كما تقوم روسيا بإعداد أسلحة جديدة قد تنقل الصراع في أوكرانيا إلى مستويات جديدة.

هل تزوّد روسيا نفسها بصواريخ جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت؟ بالإضافة إلى تعزيز الدفاعات في لوهانسك ودونيتسك، من المتوقع أن تنشر القوات الروسية صواريخ بحرية جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت، في خطوة من شأنها أن تعزز الوجود الروسي على الساحل الجنوبي لأوكرانيا. وأعلن بوتين الأحد الماضي خلال عرض عسكري في يوم الأسطول البحري الحربي الروسي أن البحرية الروسية ستكون مجهزة بأحدث صاروخ يفوق سرعة الصوت وأكثرها تقدماً من قبل الجيش الروسي. يمكن نشر نظام الصاروخ الجوّال المضاد للسفن (ZIRCON) الفائق السرعة في أيلول. ولفت مصدر عسكري روسي لوكالة “تاس” الروسية للأنباء إلى الانتهاء من اختبارات الدولة للمنتج، ومن إعداد جميع الوثائق الخاصة بوضعه في الخدمة. ويمكن أن تساعد هذه الخطوة القوات الروسية في الحفاظ على سيطرتها على المدن الأوكرانية الرئيسة في الجنوب وحتى المساعدة في إنشاء جسر بري بين دونباس وشبه جزيرة القرم ومولدوفا من ناحية الغرب”.

شارك المقال