الاهراءات لو حكت… لبكت

رامي عيتاني

كان يا ما كان… في زمن جميل لم يمر عليه الزمن، كانت للبنان منصة مشرقة تطل على العالم بصورته الزاهية… لم يبلغ لبنان يومها الذكاء في صواريخه التي تدار اليوم غب الطلب، ولم يكن لبنان ذاك البلد العربي الذي يتنقل بآلته العسكرية إلى الدول العربية، يساند النظام في سوريا ويقتل الشعب ويخنق ثورته، ولم ينتقل إلى العراق كي يرسخ فيه الحكم الفارسي، ولم يدرب الحوثي وميليشياته على قصف أولياء النعمة للبنانيين العاملين في جدة والرياض.

نحن أيها الأصدقاء اهراءات شيّدت في زمن العهود الرئاسية الطبيعية، ففي العام ١٩٦٩ ارتفعنا في سماء المرفأ، ساهمت الشقيقة الكويت في ولادتنا صرحاً شامخاً لا تقوى عليه الحروب، صمدنا في حروبكم الأهلية، وخرجنا من الانفجار النووي المشؤوم في ٤ آب سالمين على الرغم من الجراح التي لم تؤثر في البنيان؛ صمودنا كان الادانة القاتلة للمنظومة الحاكمة، بناء متين في ستينيات القرن الماضي فيما مشاريع هذه السلطة كرتونية ملؤها الفساد والهدر… أين نحن وأين سد المسيلحة؟ أين معمل دير عمار؟ أين هي المكبات؟ مكب برج حمود بالوع الميزانيات؟ أين؟ وأين؟ والسؤال يطول ويصل إلى الحدود اللبنانية والى كل شيء يتحرك. وبقينا صامدين في وجه الرياح لنؤكد لهؤلاء أن العلاقات اللبنانية – الخليجية هي التي ساهمت وموّلت وساعدت في بناء الصروح والبنى التحتية والمشاريع الكبرى في لبنان، أما اليوم فنعيش على قرقعة السلاح والتهديد والوعيد والشتم للأمراء والملوك والرؤساء العرب. ويخبرونكم عن الحصار؟ وروايات أخرى عن الكرامة وعن زرع الشرفات للصمود.

اليوم نناشدكم، يا شعب لبنان بعدما بلغ إجرامهم إلى إحراقنا ليلاً وسقوط صوامعنا الواحدة تلو الأخرى نهاراً، جريمة هؤلاء مستمرة، انهم يبيعون المرفأ بالتجزئة ونحن الشهود على ذلك فقرروا القضاء على شموخنا وعلى شواهدنا التي تدينهم، انهم يرتكبون الجريمة المنظمة… إجرامهم المتمادي، نحن ضحايا جريمتهم في الامس واليوم ٤٠٠٠ مجنس دسم يؤمن لهم وللحاشية الفريش يورو، وأحدهم “مش عم يلحق ضائع بين هذا الفاسد وذاك”.

وتنهي الاهراءات كلامها… مناجانها… صرختها… بكاءها: كما قالها يوماً الشهيد رفيق الحريري قبل رحيله، نقولها نحن اليوم بعد سقوطنا العظيم والملتبس: نستودع الله بلدنا الحبيب.

شارك المقال