وليد جنبلاط إلى أين؟

لينا دوغان
لينا دوغان

من المؤكد أن وليد جنبلاط محنك ومتمرس في السياسة وقارئ جيد للأحداث إن كان محلياً أو إقليمياً.

ومن المؤكد أن وليد جنبلاط يفهم تماماً ويعرف تماماً إلى أين يذهب البلد في ظل كل ما يجري من متغيرات حوله.

ومن المؤكد أيضاً أن وليد جنبلاط الذي يعي المخاطر وطنياً، يعيها درزياً…

من كل ما سبق وذكرناه يمكننا فهم مراحل وليد جنبلاط الثابت حيناً والمتغير حيناً آخر في السياسة وذلك تبعاً لمعلوماته ومعطياته.

فعلها “بيضة القبان” وليد بيك في ٢٠٠٩ وانقلب على ١٤ آذار وهو التحالف الذي اقتضته الضرورة – كما قال – راداً هذا الأمر الى الثوابت التاريخية للحزب ومنها المسائل الاقتصادية والاجتماعية وقضيتا العروبة وفلسطين وهذا ما أعطى المعارضة وقتها القدرة على تقديم واختيار مرشح لرئاسة الحكومة .

وفي خطوة استباقية للاستحقاق الرئاسي والذي يبدو للجميع أنه سيكون مرحلة صعبة ربما ندخل فيها الى الفوضى خصوصاً في ظل عدم تشكيل حكومة، طبعاً كانت لوليد بيك قراءة خاصة في هذا الاطار وأيضاً الملف الثاني وهو على نار حامية ترسيم الحدود البحرية، من هنا بدأ الحديث عن لقاء سيجمع رئيس الحزب “التقدمي” بوفدٍ من “حزب الله” كشف عنه جنبلاط نفسه بأنه طلب أن يلتقي بمسؤولين من الحزب لكن ليس لبحث القضايا الكبرى الشائكة مثل رئاسة الجمهورية، إنما ملف الكهرباء وإنشاء شركة نفطية. وأكد أن “حزب الله” يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين وأي رئيس سيأتي يجب أن يضع برنامجاً للحوار مع الحزب “وأنا شخصياً أسعى دائماً الى الحوار…”.

حصل اللقاء وناقش استحقاقات عدة منها ملف الترسيم، الحرب، الكهرباء وأيضاً ملف رئاسة الجمهورية الذي ركز عليه وليد جنبلاط، فكرر موقفه بضرورة انتخاب رئيس يمثل الحد الأدنى من التوافق ولا يكون استفزازياً لأحد خاصة لـ “حزب الله”.

جنبلاط القلق ناقش ملف الترسيم وتطرق الى الحرب.

جنبلاط القلق ناقش الشغور الرئاسي في ظل حكومة تصريف أعمال وما يمكن أن يحصل في البلاد.

كل هذه الأمور تشغل بال وليد جنبلاط، لكن الكل يعرف أنها شغلت بال سعد الحريري الذي كان أول من دعا إلى الحوار، وأول من اعتبر “حزب الله” مكوناً لبنانياً، وأول من تدارك الفتنة في الشارع ككل وفي الشارع السني – الشيعي خصوصاً عبر عملية ربط النزاع مع “حزب الله” على الرغم من معرفته واعترافه بما حصل في الماضي، لكن ما يهمه هو حماية استقرار البلد في مواجهة ناس تبني للفتنة في البلد…

لكن يبدو أن ما يصدر عن سعد الحريري من مواقف وطنية بحتة لدرء المخاطر عن البلد لا يلقى التجاوب نفسه الذي تلقاه المواقف التي تصدر عن زعيم آخر وطنيةً كانت أم طائفية.

من المؤكد أن سعد الحريري ليس محنكاً كفاية في السياسة لكنه متمرس في الوطنية.

من المؤكد أن سعد الحريري عرف ويعرف تماماً إلى أين البلد لهذا وقف في وجه الفتنة.

ومن المؤكد أيضاً أن سعد الحريري الذي يعي وطنياً لا يعيها فقط سنياً.

ومن المؤكد أخيراً أن وليد جنبلاط الذي لم يصبح في حضن “حزب الله”، فإن سعد الحريري على الرغم من كل ما طرحه وفعله وقدمه حماية للوطن لم يكن يوماً في حضن “حزب الله”.

شارك المقال