الطائفية والعجرفة البرتقالية… هذا ما يجري في “الاتصالات”

حسين زياد منصور

ربما كان الأجدر بوزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم أن يسخر جهوده ونفوذه في تحسين خدمات الاتصالات والانترنت واعطاء الموظفين حقوقهم بدل البلطجة والصفقات التي يواصل تمريرها عبر أحد أذرعه جورج الدويهي الذي تربطه به صلة قرابة عائلية. الدويهي العوني “للموت” القائم بأعمال الوزير يعيّن ويرقي على ذوقه العونيين الموجودين في “تاتش” ضارباً عرض الحائط بالكفاءات والتراتبية والأقدمية. وها هي آخر اعتداءاتهم في شركة “تاتش” تظهر الى العلن، ففي الوقت البدل عن ضائع من عهدهم واستناداً الى الطائفية التي يعشقونها يعيّنون ويرقون أزلامهم في مواقع حساسة قبل فوات الأوان ليس في “تاتش” و”ألفا” وحسب، وانما في دوائر ومؤسسات أخرى.

تروي مصادر “لبنان الكبير” حقيقة ما يجري: “في شركة تاتش مدير عام سني، اما في شركة ألفا فصاحب المركز مسيحي عوني. وتتوزع مناصب مجلس الادارة: ١٥ للموارنة العونيين، و١٠ مراكز مسيحية متنوعة من جميع الأطراف والطوائف وهي مراكز حساسة تمسك بزمام الأمور، و١٠ للشيعة و٥ للسنة من ضمنهم المدير العام الذي يعيّن من خلال مجلس إدارة إضافة الى الوزير الوصي على القطاع. سالم عيتاني المدير العام رجل تقني، وصل الى مركزه بجهده ونشاطه وتدرج منذ أن كان مهندساً عادياً منذ أكثر من ٢٠ سنة. بعد وصوله الى هذا المنصب بدأ العمل الى جانب الوزير الجديد وقتها جوني القرم (محسوب على سليمان فرنجية)، هذا الوزير لديه اثنان من المستشارين والمساعدين الأول تابع لفرنجية ومقرب من النائب فريد الخازن يدعى زياد شلفون، والثاني عوني هو جورج الدويهي، وتربطه صلة قرابة بالوزير، فزوجة القرم هي شقيقة الدويهي، وهو يسيّر مصالح الوزير، والمتحكم بكل شيء”.

تضيف المصادر: “جورج الدويهي العوني لديه لائحة بمصالح العونيين وساعدهم في الحصول على عدة صفقات. المدير العام سالم عيتاني لا يوقع على أي شيء من دون التأكد والمراجعة على غرار ما يجري في ألفا، اذ أن المدير العام جاد ناصيف لا يرفض أي شيء للوزير وقد زاد على راتبه ٩ آلاف دولار”.

وتتابع: “بالمبدأ الى جانب هذا المركز الحساس (المدير العام) هناك فريق عمل متكامل يجب أن يتمتع بالخبرة والكفاءة كي يتمكن من اتخاذ القرارات السليمة والصحيحة، وهذا ما لا يريده الوزير وأعوانه، لذلك كان يريد من سالم عيتاني أن يوافق على كل شيء يطلبه منه من دون المراجعة والسؤال. وهذا ما طلبه منه الدويهي بطريقة ما بوجوب ترقية الأسماء التي عرضها عليه وبرواتب مرتفعة أيضاً، وجميعها من العونيين، وهذه تندرج ضمن الكيديات السياسية، وهو ما رفضه عيتاني رفضاً قاطعاً وطلب الزيادة للجميع، وخصوصاً لأصحاب المداخيل الضئيلة جداً. وكان قد وضع خطة يستفيد منها من هم دون المستوى المعيشي ووضع آلية لترقيات المحسوبيات منذ عشرات السنين والتساوي مع من لم يتمكنوا من الترقية بسبب طغيان الوساطة، الى جانب النهوض بالشركة. لكن الخطة لم تعجب الوزير وأعوانه، فكانت خطوته ترقية من يريد متخطياً المدير العام للشركة ومن دون موافقته، مهمشاً بذلك دور المركز السني الأول باعتباره وصياً مع علمه برفض المدير العام هذه الترقيات”.

وتؤكد المصادر أن “هذا الوزير تواصل مع المدير التقني ومدير الموارد البشرية وجميع من هم في مجلس الإدارة وعرض عليهم نسبة ١٠% مقابل تمرير جميع الترقيات التي يريدها، فكانت النتيجة ترقية ٧ منذ يومين ثم ٥ وهؤلاء سيتمتعون برواتب خيالية، فالوزير أضحى يوزع ترقيات على من يريد من دون أن يعطي الموظفين حقوقهم. وفي الوقت نفسه يقول ان هذه الترقيات محقة، لكنها للامساك بالسلطة وتقويض المدير العام وتكبيله حتى لا يقدر على التصرف وهذا ما يقوم به العونييون في جميع الإدارات”.

وتشير المصادر الى أن “المشكلة الأكبر هي أن الرئيس نجيب ميقاتي اتصل بالوزير وطلب منه وقف هذه الترقيات، لكن القرم لم يرد ومضى في مشروعه. والمعيب أيضاً أن هذه الترقيات جميعها للمسيحيين واستثني منها المسلمون، في حين أن المدير يتعرض دائماً لتهديد معنوي بالإقالة، ونحن نرفض تحويل رئيس مجلس الإدارة الى متفرج ومن هم دونه يتحكمون به”.

الى جانب جورج الدويهي، هناك شربل قرداحي موظف في “تاتش” ومستشار رئيس الجمهورية (راتبه ٢٥ ألف دولار) ومعه فريد حداد يديران كل ألاعيب العونيين ويرقون في “ألفا” و”تاتش” بأسلوب طائفي من دون حسيب أو رقيب.

تحرك الوزير ورد على بيان تيار “المستقبل”، نافياً كل ما ذكر إن كان لناحية الترقيات وتجاوز المدير العام أو قصة الفواتير، لكن المصادر عادت وأكدت أن كلام الوزير ليس دقيقاً وغير صحيح.

تجدر الاشارة الى تلقي المدير العام وبعض المسؤولين والموظفين في الشركة تهديدات إثر هذه الفضائح.

المؤسف سكوت الرئيس ميقاتي عن هذه التجاوزات على الرغم من تحذيره للوزير، وأيضاً علاقة فرنجية بما يحصل، والسؤال ما هي نتيجة هذه الصفقة والسكوت عما يجري؟!

شارك المقال