“أفظع” من تشيرنوبيل… زابورجيا لو تضررت

حسين زياد منصور

لا تزال العملية الروسية في أوكرانيا مستمرة، وتختلف تداعياتها بين الحين والآخر، وكان آخرها تبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا حول استهداف محطة زابورجيا، التي قد تخلف كارثة نووية في أي وقت يحتدم فيه القتال بجوارها أو داخلها. وفي ظل التصعيد الأوكراني والهجمات لاستعادة مناطق في جنوب البلاد تزداد احتمالية وقوع كارثة نووية، بعدما احتلت القوات الروسية محطة زابورجيا والموقع الذي توجد فيه منذ أوائل بداية الغزو في شباط الماضي.

وعلى الرغم من تأكيد خبراء أن المنشأة آمنة أكثر من تشيرنوبيل موقع أسوأ حادث نووي في العالم جرى في العام ١٩٨٦، الا أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي حذر من وقوع حادث نووي خطير في حال التصعيد العسكري.

الموقع والتاريخ

تعتبر محطة زابورجيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وواحدة من أكبر ١٠ محطات في العالم، وتحتوي على ٦مفاعلات نووية. تقع على نهر دنيبر في مدينة إنيرهودار جنوب أوكرانيا وتبعد حوالي ٢٠٠ كلم عن إقليم دونباس، وإنيرهودار بلدة صغيرة بنيت في الفترة السوفياتية لإيواء عمال الطاقة النووية.

اتخذ الاتحاد السوفياتي قراراً ببناء محطة زابورجيا وفقاً للتصميم القياسي لبناء محطات الطاقة النووية العاملة بمفاعلات الماء المضغوط، وفي تشرين الثاني من العام ١٩٧٧ بدأ البناء.

الى جانب هذه المحطة تمتلك أوكرانيا محطات أخرى كتشيرنوبيل وخميلنيتسكي وريفني، و١٥ مفاعل ماء مضغوط ٨ منها موصولة بالشبكة حالياً.

يعمل في هذه المحطة قرابة ١١ ألف موظف، وتنتج ما يقارب من ٣٧ الى ٣٨ مليار كيلووات ساعة سنوياً وهو ما يساوي خمس انتاج الكهرباء في أوكرانيا. واستمر نشاط المحطة على مستوى عالٍ جداً لتلبية احتياجات البلاد من الكهرباء منذ العام ٢٠٠٠ حين تم اغلاق آخر مفاعل لمحطة تشيرنوبيل.

العملية العسكرية الروسية

إثر قصف عنيف في ٤ آذار، سيطر الروس على محطة زابورجيا، وأفادت شركة “Ukrayinska Pravda” في ١٢ آذار، أن السلطات الروسية أبلغت إدارة المحطة أن شركة الطاقة النووية الحكومية الروسية “”Rosatom، ستتسلم الإدارة لكنها ستواصل العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتزويدها بالبيانات.

التحذيرات

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضرورة حماية أمن أوكرانيا وأمن أكبر محطة في أوروبا الى جانب تحذير شركة “أنرغوأتوم” الأوكرانية للطاقة من مخاطر حصول تسريبات مشعة وحرائق، بعد أن اشتعلت النيران في أحد مباني المحطة مما أثار المخاوف والقلق من وقوع كارثة نووية فيها، لكن الحريق أخمد، وتبع ذلك اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي.

كارثة نووية هي الأسوأ

هناك احتمال وقوع كارثة نووية، تؤثر على أوكرانيا وبعض الدول المحيطة بها، هذه الكارثة تعود بأذهاننا الى العام ١٩٨٦ في تشيرنوبيل وما كان لها من تبعات.

وإثر ما حصل في فوكوشيما دايتشي في اليابان عام ٢٠١١، عززت أوكرانيا تدابير السلامة، فالمفاعلات في زابورجيا محمية بكتل خرسانية مسلحة، وفي حال تلف غلاف مفاعل أو نظام التبريد، فمن الممكن حصول تسرب إشعاعي الى جانب خطر حدوث انفجار نووي أو هيدروجيني.

يقول خبير الطاقة النووية الأوكراني أولها كشرنا: “إذا أصاب صاروخ أحد المفاعلات فإن التسرب الإشعاعي اللاحق ستكون له عواقب على أوروبا، وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام ٢٠١٤، وبالطبع كامل أوكرانيا”.

ويؤكد عالم الفيزياء الروسي أندريه أوزاروفسكي، المتخصص في التخلص الآمن من النفايات النووية أن وقوع أي حادث في محطة الطاقة سيتسبب بإطلاق كميات كبيرة من السيزيوم ١٣٧ المشع القادر على الانتشار لمسافات طويلة عبر الهواء، والذي ستكون له عواقب على الصحة وقد يتسبب أيضاً بتلوث الأراضي الزراعية الذي يؤثر على المحاصيل لسنوات طويلة قادمة وقد تتأثر به عدة بلدان نتيجة الطقس وقوة الرياح.

الى جانب ذلك من المستحيل رؤيته وشمه، ونتائجه لا تكون فورية وضرره الأكبر يتمثل على صعيد البيئة والصحة ومنها زيادة خطر الإصابة بالسرطان وغيره من الحالات الصحية الخطيرة.

ووفقاً لخدمة الطقس الوطنية الأوكرانية فمن الممكن أن ينشر أي حادث نووي في زابورجيا مواد مشعة في أوكرانيا وربما إلى دول مجاورة.

وتشير تقارير الى أن أي حادث نووي قد يحصل من الممكن أن يكون أسوأ من كارثة فوكوشيما، فيترك أراضي شاسعة محيطة بالمحطة غير صالحة للسكن.

شارك المقال