بعلبك بلا كهرباء… تنتظر الفرج!

آية المصري
آية المصري

“ما في كهربا”، عبارة باتت تتردد كل لحظة على ألسنة اللبنانيين عموماً والبعلبكيين خصوصاً، ولم يعد المواطن قادراً على تحمل نمط حياته ولاسيما في ظل عدم وجود تيار كهربائي في منزله وما ينتج عنه من أضرار على مختلف الصعد. وبالتالي باتت المنازل تحت رحمة أصحاب المولدات الذين لا يجلبون الاشتراك سوى خلال ساعات الليل، فيما غابت ساعة كهرباء الدولة اليتمية بعد توقف معملي الزهراني ودير عمار عن الانتاج.

والمشكلة الأكبر في البقاع وتحديداً في منطقة بعلبك، غياب التيار الكهربائي بصورة كلية منذ ما يقارب الـ 20 يوماً، وفي ظل موجة الحر الخانقة هذه ضاقت الحياة على البعلبكي وأقفلت الأبواب في وجهه، وكأن الأزمات والمصائب التي تعصف بالبلاد لا تكفيه لتأتيه هذه المشكلة التي تزيد الطين بلّة، ما دفع العائلات الى إفراغ ثلاجاتها من الأطعمة والمنتجات المثلجة واللحوم بأنواعها، وبالتالي صار الطعام “كل يوم بيومه”.

صحيح أن هذه المشكلة تطرق باب كل لبناني نتيجة فشل وزراء الطاقة التابعين للتيار العوني، الا أن هناك مناطق معينة تابعة لجهات سياسية لا تغيب عنها الكهرباء، فيما أحياء من العاصمة بيروت “تتمتع” بساعتي تغذية يومياً، الا في بعلبك فالتيار مقطوع بصورة كلية والأزمة الى تفاقم خصوصاً في ظل الارتفاع الهستيري للدولار في السوق السوداء وتجاوزه عتبة الـ35 ألفاً، وهذا يساهم في زيادة مبلغ الاشتراكات من أصحاب المولدات الذين هم “بلا رحمة” وجشعهم كبير لتحصيل مبالغ إضافية بحجة إرتفاع الدولار المتواصل. فماذا يحدث في بعلبك؟ ولماذا محطتها ومعملها متوقفان عن الخدمة؟ وهل الأزمة الى تفاقم أم هناك اتجاه نحو الحلحلة؟

“معمل بعلبك كان يعمل كل يومين تقريباً ويوزع التيار الكهربائي على الخطوط بصورة متوازية، فكل خط يحصل على ما يقارب ساعة من التغذية اليومية، ولكن إستخدم كل المخزون من مادة المازوت وبالتالي لا يمكن تزويدنا بمادة الفيول لأننا جغرافياً بعيدون عن المعامل” بحسب ما أشارت مصادر مطلعة من شركة “كهرباء لبنان” لموقع “لبنان الكبير”، موضحة أن “المعامل تغذي المناطق القريبة منها وفي حال أرادت تزويدنا بمادة المازوت في معمل بعلبك ستحتاج الى إنتاج كبير يفوق الـ 400 ميغاوات”.

وفي المقابل، أكدت مصادر مطلعة على الموضوع أنه “فور إنتهاء مادة المازوت من معمل (محطة) بعلبك توقفت التغذية تماماً عن المنطقة، وهي متوقفة منذ أكثر من 14 يوماً. ونحن اليوم بإنتظار الفيول العراقي الذي سيصل خلال الأيام المقبلة”، مشيرة الى أن “لا حلحلة في هذه الفترة في هذا الموضوع، ونحن بإنتظار الفرج وفي الوقت الحاضر ستبقى التغذية غائبة عن البقاع عموماً وبعلبك خصوصاً”.

ولفت حسن الذي يعيش في منطقة دورس الى أن “الحياة باتت صعبة جداً في هذه المنطقة، فالأزمات متواصلة والمشكلات لا تنتهي اضافة الى حرماننا من الكهرباء، التي كنا نلمحها ما يقارب النصف ساعة كل يومين ونستفيد من هذه المدة الضئيلة، ولكن منذ ما يقارب الشهر غاب التيار الكهربائي كلياً عن المنطقة وباتت الحياة أصعب خصوصاً مع إرتفاع درجات الحرارة”.

اما بالنسبة الى جواد الذي يعيش في حي العيسرة، فقال: “الحمدلله على نعمة الطاقة الشمسية التي ترحمنا من الذل اليومي، فنحن منذ أكثر من عشرة أيام نعاني من غياب كلّي في التيار الكهربائي. في السابق كانت الكهرباء تؤمن ما يقارب الأربع ساعات يومياً، لكن اليوم هناك إنقطاع كلي وبالتالي الله يساعد من لا يملك طاقة شمسية في منزله ويعيش تحت رحمة أصحاب المولدات”.

كان التيار الكهربائي موزعاً حسب المناطق والعائلات، فهناك أحياء لم تغب عنها الكهرباء واليوم باتت تدرك جيّداً ماذا يعني غيابها نتيجة إنقطاع الفيول، وهذه الحسابات السياسية والمناطقية أساس البلاء في لبنان، ولكن هل يجوز أن يحرم المواطن من أدنى حقوقه بسبب وزراء تيار سعى بكل ما يملك من نفوذ وسلطة الى أكل الأخضر واليابس في وزارة الطاقة، وهل يجوز عدم محاسبته لما فعله بهذا الشعب والبلد؟

شارك المقال