يا عيني على الصمود؟!

وليد طوغان
وليد طوغان

بادر القيادي في “حماس” اسماعيل هنية بإجراء اتصال هاتفي الأسبوع الماضي مع الأمين العام لـ”حزب الله” في لبنان حسن نصر الله.

تبادل هنية ونصر الله التهاني بالصمود والمقاومة. عادة تتصل الخطوط بين المقاومين من تلك النوعية مع كل حرب ضروس تشنها إسرائيل على غزة.

في الاتصالات بين الطرفين، عادة ما تدعم “حماس” جهود نصر الله في مقاومة إسرائيل، وعادة ما يثمن “حزب الله” جهود “حماس” في الصمود ضد الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة.

 

لكن اسماعيل هنية في قطر، وحسن نصر الله متواجد بصورة دائمة تحت أنفاق محصنة، ومدن مشيدة تحت الأرض في الجنوب اللبناني. لا نصر الله يشم رائحة القنابل على غزة، ولا يعرف هنية معنى أن يكون الأطفال والنساء مكشوفي الأيدي أمام مدافع إسرائيلية تسقط على القطاع!

 

لكن تقول إيه؟ الصمود واجب… وللقضية رجالها. لذلك يمارس هنية صموداً شديداً من الدوحة… وفى الجنوب اللبناني لا يجد نصر الله الوقت للصلاة… من كتر المقاومة كما يقال.

 

عقد اسماعيل هنية الاسبوع الماضي مؤتمراً صحفياً لدعم غزة في الدوحة. استهدف هنية دعم فلسطين، ودعم القضية، ودعم العروبة، ودعم القدس، ودعم الأبرياء الذين قطعتهم صواريخ إسرائيل أشلاءً.

قال في المؤتمر كلاماً من العيار الثقيل. وظهر أمام الكاميرات مرتدياً الغطرة الفلسطينية، ونزل بنفسه ووزع على الحضور من أهل النضال مجسماً للقدس وضعوه في عراوي البدل.

رج هنية المؤتمر بأحاديث غير مسبوقة تضامناً مع دماء طاهرة أريقت على الأرض بلا ذنب… ودمتم.

نعم الصمود ونعم المقاومة.

لا تستغرب فكرة النضال في الميكروفونات، فهي ليست أغرب من استراتيجية “حزب الله” الرهيبة في الصمود من مدن تحت الأرض في جنوب لبنان.

لا تكف الفصائل عن إطلاق الصواريخ من غزة، بينما الصواريخ لا تؤثر على الأرض، لكن تزيد الأمر سوءاً في السياسة.

“حماس” عينها على الانتخابات الفلسطينية المؤجلة. تستهدف “حماس” أضعاف حكومة “فتح” في الضفة، وكل الطرق مباحة لتصوير عدم قدرة أبو مازن على إيقاف المجازر ضد الفلسطينيين الأبرياء… لكن ليس مهماً الفلسطينيون الأبرياء!

مطلوب من أبو مازن فى الضفة، إيقاف إطلاق صواريخ “حماس” والفصائل من غزة.

في إسرائيل انتخابات على الأبواب، يغازل نتنياهو هو الآخر يميناً متطرفاً بقصف غير مبرر لعرب عزّل في القطاع.

 

تعرف مصر المعادلات جيداً، لذلك هددت إسرائيل بحزم وأقامت العالم سعياً لحقن دماء شعب تلعب به الفصائل. لكن رفضت إسرائيل ما كانت قد قبلته… وعادت “حماس” لتقبل ما كانت قد رفضته.

يتهم قادة “حماس” سلطة “فتح” بالمسؤولية عن دماء الفلسطينيبن… ثم يلوك بعضهم ألسنة العوج على مصر!

على كل، تستوعب مصر الأهواء دائماً، وتفطن لأحاديث الهوى وسلوكيات اللوع، إنقاذاً لشعب يموت بلا جريرة. قدر مصر أن تحمل أوزار مرائين وقتلة، بينما هم يناضلون بالميكروفونات: تعيش قضية فلسطين… تسقط إسرائيل… يعيش السمك في الماء… يسقط المطر شتاء.

يا عيني على النضال!

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً