إيران تُغرق سوريا بالمخدرات والـ”إتش بوز” الغالي

لبنان الكبير

ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” على موقعه امس أن سوريا باتت على رأس قائمة الدول العربية المصنعة والمصدرة لـ “المخدرات” على اختلاف أنواعها، حيث باتت تنتشر الكثير من معامل التصنيع على اختلاف جهات السيطرة العسكرية والحكومات الأربع التي تديرها (حكومة النظام السوري – الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا – الحكومة المؤقتة – حكومة الإنقاذ) من أبرزها مناطق سيطرة قوات النظام السوري التي تنتشر فيها الكثير من المعامل تحت إشراف ميليشيا “حزب الله” اللبناني، ويتم تصنيع كميات كبيرة من هذه الأنواع منها الحشيش وحبوب الكبتاغون ومواد مخدرة أخرى لا تقل خطورة.

وتستمر الميليشيات المرتبطة بإيران بإدخال أنواع جديدة من المخدرات إلى سوريا والاتجار بها، وتصديرها من سوريا إلى دول مجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا، لكون المناطق السورية أصبحت بيئة خصبة لهذه الآفة الخطيرة وتستغل الميليشيات المرتبطة بإيران حالة الفوضى والفلتان الأمني الذي يسود مناطق سيطرة قوات النظام السوري.

وعلى الرغم من وجود معامل مماثلة لتصنيع المخدرات ضمن المناطق السورية الخاضعة لسيطرة جهات أخرى مثل مناطق “درع الفرات” و”نبع السلام” الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا والحكومة السورية الموقتة، إلا أن بعض أنواع المخدرات تنحصر فقط ضمن مناطق سيطرة قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له، وهذه الأنواع يتم توفير المواد الأولية منها من إيران عبر الأراضي العراقية من خلال تجار ومتعاونين مع الميليشيات الموالية لإيران في سوريا وضباط تابعين لقوات النظام.

ومن أشهر هذه المواد هي مادة “إتش بوز” المخدرة، حيث يتم نقل مادتها الأساسية “كريستال ميث” من إيران عبر العراق، من خلال الميليشيات التابعة لها في سوريا وبالتعاون مع ضباط ومتنفذين لدى قوات النظام السوري.

ويعتبر نوع “الإتش بوز” الإيراني المُصدر من أخطر أنواع المخدرات المنتشرة في سوريا لما لهذه المادة من تأثير في صحة الجسم، ومن ناحية أخرى يعرف بكونه “مخدرات الأغنياء” بسبب ارتفاع سعره لحد كبير إذ يتراوح ما بين 12 و20 دولارا أميركيا للغرام الواحد. وتعد مناطق سيطرة قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له، المكان الذي تصنّع فيه هذه المادة بعد وصول مادتها الأساسية من إيران، ومن ثم يجري من خلال مناطق سيطرة قوات النظام السوري توزيع ونشر المادة عبر طرق التهريب للمناطق الأخرى كمناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا ومناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية.

وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن مادة “الإتش بوز” المخدرة تدخل مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا في الشمال السوري عبر طرق التهريب من مناطق سيطرة قوات النظام السوري ومناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، بالتنسيق مع مهربين وقياديين عسكريين من جميع الأطراف.

وأوضحت المصادر، أن تعاطي مادة “الإتش بوز” والاتجار بها يكاد ينحصر بين قياديي الفصائل والتشكيلات العسكرية المعروفة مثل “الشرطة العسكرية” و”الجهاز الأمني” التابع لمعبر “باب السلامة” و”أحرار الشرقية” و”الجبهة الشامية” و”فرقة السلطان مراد” وغيرها، وذلك بسبب ارتفاع سعرها وعدم قدرة متعاطي المخدرات من عناصر الفصائل أو من المدنيين على شرائها حيث يصل سعر الغرام الواحد منها الى 20 دولارا أميركيا.

أما ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، شمال شرقي سوريا، فقد أشارت المصادر، الى أن سعر الغرام الواحد من مادة “الإتش بوز” يترواح ما بين 60 و100 ألف ليرة سورية أي ما بين 15 و25 دولارا أميركيا. ويتم تهريبه أيضاً عبر طرق التهريب من مناطق سيطرة قوات النظام السوري.

وشدد المرصد السوري لحقوق الإنسان، على خطورة استمرار النفوذ الإيراني في سوريا، وعلى استمرار الميليشيات الموالية لإيران في إغراق سوريا بالمخدرات مستغلة حالة الفقر المدقع والأوضاع المعيشية المأساوية التي يعيشها السوريون على كامل التراب السوري.

شارك المقال