دار الفتوى تريد رئيساً مسؤولاً “لم تلطخ يداه بالدماء”

مروان سلام
مروان سلام

حين تطالب دار الفتوى والنواب السنّة في لقائهم الوطني برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بـ “رئيس جمهورية يتصف بالمسؤولية”، وكأنهم يؤكدون أن لبنان متعطش لرئيس جمهورية ليس عديم المسؤولية كرئيس الغلطة الفاشل ميشال عون الذي ترك كل لبنان وحصر نفسه على مدى ست سنوات أميراً على مقاطعتي “الرابية” و”ميرنا الشالوحي” يساعده في بخ السموم ولي عهده صهره جبران باسيل.

دار الفتوى التي مارست دورها الوطني على مر تاريخها فكانت في أحلك ظروف لبنان تقدم العيش المشترك على ما عداه من فتن حقناً للدماء التي كان يغذيها أمراء الأحزاب والميليشيات، فقدمت باقة من شهدائها الأبرار أمثال المفتي حسن خالد، صبحي الصالح ومحمد عساف.

دار الفتوى الحريصة على الموقع المسيحي في رئاسة الجمهورية وصلاحياته كحرصها بالتوازي والتوازن على موقع رئاسة الحكومة وصلاحياته، حفاظاً وتمسكاً بدستور الطائف الذي أنهى حرباً ضروساً كلفت لبنان الآلاف من الشهداء الأبرياء والمفقودين.

فهي بذلك كمن يقول بأنها تريد رئيساً للجمهورية لم يلطخ كلتا يديه بالدماء، زعيماً بين أهله يجول في الجنوب كما في الشمال، يجول في الشرق كما في الغرب، يجول في الطريق الجديدة ورأس بيروت والمصيطبة وزقاق البلاط والبسطة ويعلم ما يدور في زواريبها من معاناة أهلها، كما يجول في مناطق الأشرفية والجميزة، وفي شبعا ومزارعها وفي مارون الراس وبعلبك والبقاع، وعكار والضنية وطرابلس والمنية، لا أن يدخلها خلسة وأهلها نيام خوفاً منهم،

رئيساً للجمهورية قوياً عادلاً، يقطع ليس أيدي الفاسدين والسارقين والناهبين فحسب، بل يقطع رؤوسهم كي يخفيهم ويخفي نسلهم عن بكرة أبيهم، مثلما أخفوا الشباب والأطفال المهاجرين غرقاً في قوارب الذل والخوف هرباً من ظلمهم ومن جحيم المستقبل وعتمته،

رئيساً للجمهورية يعيد أرزاق اللبنانيين وودائعهم،

رئيساً للجمهورية يعيد لبنان على خارطة العالم، يرسم حدوده لينعم بنفطه وغازه وثرواته،

رئيساً للجمهورية يحصر السلاح بيد الجيش اللبناني ويعيد للدولة قرارها في الحرب والسلم،

رئيساً للجمهورية يعيد لمؤسسات الدولة هيبتها واحترامها للمواطنين،

رئيساً للجمهورية يعيد لقصور العدل عدالتها لا أن يفتح على حسابه فروعاً ليحكم بعض قضاتها بإسمه لا بإسم الشعب اللبناني،

رئيساً للجمهورية يعيد دور لبنان في مستشفياته وجامعاته وللتربية والتعليم مجدهما، يعيد لنا السياحة والمهرجانات ومسارحنا الثقافية ودور الكتب،

رئيساً يحترم الأمم والدول جميعها،

رئيساً يعيد للمرأة حضورها وفاعليتها في المجتمع، ويعيد الشابات والشباب مع فرص العمل في بلدهم،

رئيساً يصطف من حوله شعبه في عيد الاستقلال ليغني معه “تسلم يا عسكر لبنان”،

رئيساً يعتني بطلابه وأحلامهم لا أن يقتلهم،

رئيساً يحترم الدستور،

رئيساً يعيد لبنان الأخضر،

رئيساً يحترم شعبه وعَلَمَه ويجعله خفاقاً براقاً في العلالي.

شارك المقال