“ما خلتنا” إسرائيل

لينا دوغان
لينا دوغان

إنتهت مفاوضات ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان والاحتلال الاسرائيلي، ووفقاً لهذه المفاوضات فقد أخذ لبنان بلوكاته كاملةً ولن يدفع قرشاً من حصته في حقل قانا لاسرائيل واعتماد الخط ٢٣، ويُسمح له ببدء عمليات التنقيب في حقوله على أن تبدأ شركة “توتال” الفرنسية أيضاً بأعمالها عند إنجاز الاتفاق.

وهكذا، بعد حوالي عامين من التفاوض وزيارات عديدة للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، تسلم لبنان منه رسالة الترسيم واتفقت الجهات الرسمية على أن الرد على الرسالة سيكون سريعاً تمهيداً للانتقال الى الخطوات اللاحقة.

لبنان المتفائل بالتوقيع وبالتالي التنقيب، وضع بمعرفة الأميركي بعض الملاحظات على المسودة مما دفع بالإسرائيلي الى التصعيد في الملف.

لبنان الذي قال إن ملاحظاته تقنية، إصلاحية وقانونية تحفظ حقه في وجه إسرائيل، لم ترق للاحتلال الذي يعيش حالة تخبط لأنه يستعد لمعركته الانتخابية خصوصاً ويعده كثيرون تنازلاً ل “حزب الله”.

وعلى وقع هذا الوضع الداخلي الاسرائيلي رفضت إسرائيل بطريقة غير رسمية التعديلات اللبنانية، وعلى ما يبدو فإن أي مفاوضات ستتوقف إذا هدد “حزب الله” منصة التنقيب في حقل “كاريش”.

هذا كله والعهد الذي وعدنا بإنجازات كبيرة وكثيرة منذ توليه السلطة واستلم وزارات كالطاقة والاتصالات على مدى سنوات وأدخلها في فساده، ها هو اليوم يهلل ويعتبر أنه قام بالإنجاز الكبير ألا وهو الترسيم الذي سيأتي بالخيرات على لبنان. هذا الترسيم الذي تنازل فيه عن الخط ٢٩ معطياً بذلك حقل “كاريش” للطرف الإسرائيلي، يضع علامات استفهام كبيرة تطال رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي لطالما رفع شعار “ما خلونا” في إشارة منه إلى اتهام الآخرين ممن سبقوهم في الحكم ومن واكبوهم بأنهم كانوا السبب في إفشال مخططاتهم ومشاريعهم التي كانوا يعدونها لإنهاض لبنان. فهل إذا ما تعثرت المفاوضات وتوقفت يستطيع باسيل أن يقوم بالحملة نفسها وتحت الشعار نفسه “الأميركان والاسرائيلي ما خلونا”، أم أنه يحسب ألف حساب في السياسة والرياسة؟

شارك المقال