الوعي الديني في مكافحة الإرهاب والتطرف

السيد محمد علي الحسيني

منذ ستة عشر عاماً تأسس المجلس الإسلامي العربي وبالتحديد في 10 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2006، ليكون بمثابة كيان إسلامي عربي في خدمة البلاد والعباد، ويشكل مساهمة فكرية واجتماعية وتربوية فاعلة، وليلعب دوراً مهماً في معركة الوعي وحماية الأمتين العربية والإسلامية وتحصينهما وصيانة أمنهما القومي.

في ظل التحديات… المجلس الاسلامي العربي حركة فكرية خلقت وعياً إسلامياً جديداً.

إن الانطلاقة الأولى لا شك في أنها كانت مليئة بالتحديات، حتى اعتقد البعض باستحالة إطلاق حركة فكرية وثقافية واجتماعية مختلفة عما هو سائد، ومن زخم التحديات والصعوبات استطاع المجلس الإسلامي أن يوقد شمعة أمل وينطلق بكل جرأة ليكون في مستوى ذلك الزخم.

وعلى الرغم من الضغوط الكبيرة والامكانات المتواضعة، تصدى المجلس لمهمة مواجهة الفتن وخطاب التحريض والتطرف في كثير من البلاد العربية، على رأسها لبنان والبحرين والعراق والسعودية والكويت والمغرب، ولدى إطلاقه وضع المجلس نصب عينيه ضرورة استعادة شيعة العرب إلى الحضن العربي.

وتمكن المجلس خلال سنوات قليلة جداً من خلق وعي إسلامي جديد في مناطق نشاطه وانتشاره ومنها عبر رحاب بلاد العرب والعالم، فشارك في مئات الفعاليات والمؤتمرات العربية والدولية، الفكرية والثقافية والسياسية، حيث قدم خطاب الحوار الحضاري بين الشعوب، والتعايش السلمي بين أتباع الأديان، والتقريب دائماً بين المسلمين بكل مذاهبهم، ونبذ ثقافة العنف والتطرف، والدعوة للسلام.

إنجازات محققة وعهد مستمر

قام المجلس بمئات النشاطات الميدانية والفعاليات في مختلف المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية والتربوية والرياضية، فأولى المرأة عناية خاصة وضرورة تمكينها من دورها ومكانتها وقيمتها وقدرتها على تحقيق الكثير من الأهداف التي تصب كلها في ريادة المجتمع. وكذلك توجه إلى الأطفال والجيل الصاعد من أجل تنشئة إسلامية عربية صحيحة تكون بمثابة جهاز مناعة يحميه من المخاطر والمخططات التي تستهدفه.

لقد توجه المجلس عبر خارطة طريق واضحة إلى الفئات المطلوب توعيتها، وخصوصاً الشباب وقضاياهم، فتواجد بقوة معهم بالتواصل المستمر عبر مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وبرز دوره ونشاطه في الإعلام، وفي المنتديات الخاصة والعامة.

لقد نفذ المجلس التزاماته ووفى بوعوده، فالعهد الذي قطعه في معركة الوعي وحماية الأمة هو عهد مستمر حتى قيام الساعة، ومن هنا، فإن تطلعاته الى المستقبل كبيرة للغاية، وأهداف التأسيس لا تزال ماثلة، فمكافحة الإرهاب والتطرف تبدأ من الوعي الديني، ونبذ العنف يمر حتماً بإسقاط الفكر المتطرف، وتحقيق التقارب بين أهل الكتاب، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، يتطلب أولاً وأخيراً تعميم خطاب الاعتدال والوسطية وتعزيز قيم التسامح والانفتاح على الآخر، وهذا هو ديدن المجلس الإسلامي العربي وجوهره ورسالته.

شارك المقال