ماذا تريد السعودية في لبنان الآن… وأي رئيس؟

محمد نمر
محمد نمر

حركة السفير السعودي وليد بخاري، اللافتة منذ فترة، أخذت أمس طابعاً أكثر أهمية، بزيارتيه الى بعبدا ولقاء الرئيس ميشال عون، ثم عين التينة ولقاء الرئيس نبيه بري، وذلك بعد تغريدة له، قال فيها: “وثيقة الوفاقِ الوطنيِ عقد مُلزم لإرساء ركائز الكيانِ اللبناني التعددي، والبديل عنه لن يكونَ ميثاقاً آخر بل تفكيك لعقد العيش المُشترك، وزوال الوطن الموحد، واستبداله بكيانات لا تُشبه لبنان الرسالة”.

فما هي الرسالة التي تحرص المملكة على إيصالها الى أوسع شريحة من اللبنانيين؟

تؤكد مصادر مطلعة على الموقف السعودي لـ”لبنان الكبير”، أن الرياض لن توافق ولن تسمح بأي تسوية اقليمية على حساب مصلحة لبنان.

وعن الاستحقاق الرئاسي، تشير المصادر الى أن المملكة لم تدخل في أسماء مرشحي رئاسة الجمهورية، فهذا استحقاق لبناني، وهي تشدد على معادلة أساسية في هذا الاستحقاق: أن يكون الرئيس سيادياً ومعتدلاً وتوافقياً ويتماهى مع رئيس الحكومة المقبل.

وتلفت المصادر الى أن السعودية سمعت من قادة فرنسيين أن باريس ليست في وارد الاتجاه الى حوار وطني يستهدف الطائف، أو يكون بداية عقد اجتماعي جديد كما جاء على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ووفق السعودية فان الحوار هو من مسؤولية رئيسي الجمهورية والحكومة في لبنان. وتؤكد المصادر المطلعة على الموقف السعودي أن اتفاق الطائف لا يمكن المس به أو اخضاعه للتجزئة.

ولم تخفِ خشية السعودية من عدم تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية.

والسعودية، تضيف المصادر لـ”لبنان الكبير”، لن تتخلى عن لبنان وهناك ٢٢ اتفاقاً تنتظر الرئيس الجديد ورئيس الحكومة الجديد.

تتابع المصادر: سياسة السعودية لا تقوم على املاءات خارجية، بل على رؤية جديدة هي ٢٠٣٠ ويعتبر لبنان جزءاً منها على قاعدة الشراكة مع الدولة اللبنانية والوقوف الى جانب اللبناني الانسان.

وتقول ان المملكة لا تبحث عن كراهية تجاه أي طرف لبناني، لكنها لن توافق على أن تكون هناك منصة في لبنان تستهدف الأمن القومي السعودي.

وتحدثت المصادر عن تسوية العام ٢٠١٦، كاشفة أن الوزير السابق جبران باسيل قدم موقفاً واضحاً للمملكة ولشخص الوزير السعودي عادل الجبير بأن “حزب الله” لن يشكل سياسات عدائية تجاه الدول العربية وخصوصاً السعودية خلال عهد عون، لكن هذه الوعود لم يتم الالتزام بها اذ أن أكبر عدد من الصواريخ البالستية الايرانية استهدفت المملكة بمخططات من “حزب الله” فضلاً عن تحويل لبنان الى منصة لشتمها في ظل غياب أي تحرك رسمي وخصوصاً من رئيس الجمهورية تجاه هذه السياسات.

الى ذلك، تتوقف المصادر عند ما تسمعه في جلسات مع سعوديين، والاشادة بالرئيس سعد الحريري خصوصاً في ملف مشاريع “سيدر”، اذ تقول: كان يبذل كل جهده من أجل انجاز هذه المشاريع لمصلحة لبنان.

شارك المقال