من البقاع: نهاية العهد بداية الخلاص!

راما الجراح

منذ استقلال لبنان عام ١٩٤٣، عرف ٨ رؤساء جمهورية قبل إتفاق الطائف و٥ رؤساء تعاقبوا على سُدة الرئاسة بعده وآخرهم الرئيس ميشال عون. وكانت نهايات العهود بعد الطائف غير متشابهة، بين التمديد، والفرض، والخروج من بعبدا في الموعد الدستوري، إلى الفراغ الذي ملأه الرئيس عون منذ ٦ سنوات. في العلن، كان لدينا رئيس جمهورية، ولكن في الواقع حُكمنا من رئيس الظل الذي “أكل التفاحة وقشرتها”، وأوصل البلاد إلى قعر جهنم من دون ماء ولا كهرباء!.

ليس واضحاً حتى اليوم مدة الفراغ الرئاسي التي سيدخل فيها لبنان بعد الرئيس عون، ويبدو أنه النواب سيستمرون في مسرحية إنتخاب الرئيس لفترة معينة بإنتظار تسوية من هنا وهناك، ولكن المؤكد حتى اللحظة أن اللبنانيين بغالبيتهم ينتظرون نهار الاثنين ٣١ تشرين الأول لانتهاء هذا العهد الذي يعتبرونه عهد الذل.

من البقاع، المحروم خدماتياً، الملوث والمريض بالسرطان، أمل النائب المستقل غسان سكاف عبر موقع “لبنان الكبير” أن “تكون بداية الخلاص في ٣١ تشرين الأول، لأن ما انتظرناه في هذا العهد من إنجازات على مستوى كل المناطق لم يتحقق شيء منها، وننتظر بفارغ الصبر رئيساً جديداً على قدر آمالنا وآمال جميع اللبنانيين الحالمين ببلد متطور أقله خالٍ من التلوث، ويتمتع بكهرباء ٢٤/٢٤ كأبسط حقوقه”. وقال: “للأسف منطقة البقاع معروفة بوضعها المزري وخصوصاً البقاع الغربي لعدم توافر الكهرباء بصورة كلية فيه، إضافة إلى تلوث نهر الليطاني الذي بحّ صوتنا من أجل حل مشكلة تلوثه والذي يتسبب بمئات الوفيات بالسرطان إلى الارتفاع الدائم بأعداد الإصابات، وللأسف في هذا العهد كانت هذه المنطقة محرومة بإمتياز وعلى كل الصُعد ولم يكن هناك أي لفتة لنا”.

“نأمل بعهد جديد ورئيس جديد نستطيع معه الوصول إلى مكان أفضل من الذي نحن فيه، يمكننا من خلاله العمل على مشاريع وخدمات عدة ليستفيد منها أبناء البقاع”، بحسب سكاف الذي أوضح أن “هذا ليس كلامي وحسب، بل أنا أعكس وجهة نظر النسبة الأكبر من الناس في الشارع البقاعي التي تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر على الرغم من عدم الوصول إلى انتخاب رئيس جديد ومع احتمال دخولنا في فراغ رئاسي، ولكن على الرغم من ذلك نعم انتهاء عهد ميشال عون هو بداية الخلاص”.

وأشار الشيخ وليد اللويس من فعاليات منطقة برالياس – البقاع الأوسط الى أن “اللبنانيين يعدون بشوقٍ كبير، ولهفة عارمة ما تبقى من أيام، وساعات، ودقائق، وثواني، على رحيل مغتصب كرسي رئاسة الجمهورية في لبنان، وكل هذا الاستبشار من اللبنانيين بهذا الحدث لأننا لسنا أمام عهد قوي ورئيس قوي فحسب، بل نحن أمام عهد قوي جداً في الفساد، في الظلم، السرقات، السمسرات، وفي أوجاع الناس، لا عرف التاريخ ولم يعرف عهداً أسوأ من هذا العهد ولا رئيساً أسوأ من ميشال عون”.

وتساءل عبر موقع “لبنان الكبير “: “ماذا يحفظ اللبنانيون في ذاكرتهم من هذا العهد ورئيسه إلا الخيبات والمآسي، والأرواح التي أزهقت سواءً في المرفأ، أو تفجير التليل، أو الذين غرقوا في البحار هرباً من ظلم هذا العهد الذي أوصلنا رئيسه كما تعهد لنا إلى جهنم ونفذ ما وعد به؟”، لافتاً الى “أننا في البقاع الأوسط نعاني ما نعانيه من أمراض بسبب تلوث الليطاني، ومن مشكلات كثيرة في محطة المياه، وطالبنا مراراً أزلام هذا العهد بالقيام بواجبهم كمسؤولين عن الشعب ولكن لم يمر أي مشروع لنا ولبقاعنا المحروم منذ ٦ سنوات حتى اليوم، لذلك نعم من حق اللبنانيين أن يفرحوا ويستبشروا برحيل وجه الشؤم عنهم وعن لبنان”.

إذاً، على الرغم من أن لبنان سيدخل الأسبوع المقبل في الفراغ الرئاسي، إلا أن شعبه ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر، ففضل الفراغ على عهد الرئيس عون، ويستبشر خيراً.

شارك المقال