ابن المستعمرة الثري أصغر رئيس وزراء لبريطانيا

حسين زياد منصور

أصبح لبريطانيا رئيس وزراء جديد، هو الثالث في أقل من 50 يوماً والسادس منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام 2016، هو ريشي سوناك، القادم من وزارة المالية.

وسوناك أول رئيس وزراء من أصل آسيوي، وغير أبيض، وأول هندوسي يتحدر من مستعمرة بريطانية سابقة، يتولى هذا المنصب في تاريخ بريطانيا.

وكما كان باراك أوباما أول رئيس أميركي أسمر ومن أصول أفريقية، ها هو سوناك ذو الأصول الهندية يصل الى منصب رئيس الوزراء بعمر ٤٢، ليكون الأصغر في التاريخ الحديث، وينتزع اللقب من توني بلير عندما أصبح رئيساً للوزراء في العام ١٩٩٧ بعمر ٤٣، اما في التاريخ البريطاني فويليام بيت تولى هذا المنصب في العام١٧٨٣ وكان عمره ٢٤ عاماً.

يملك سوناك وزوجته ثروة تقدر بحوالى 730,000,000 جنيه استرليني، هي ضعفا ثروة الملك تشارلز الثالث.

وتحدث عن اتخاذ “قرارات صعبة”، عندما التقى الملك تشارلز الذي كلفه تشكيل حكومة الثلاثاء، وقال: “سأضع الاستقرار الاقتصادي والثقة الاقتصاديين في قلب برنامج هذه الحكومة”. كما وعد بإصلاح “الأخطاء” التي ارتكبت في عهد ليز تراس التي استقالت بعد 44 يوماً في السلطة.

ولد سوناك في العام ١٩٨٠، في مدينة ساوثهامبتون، لأبوين هنديين، هاجرا في الستينيات إلى إنجلترا، وعمل والده كطبيب في حين أدارت والدته صيدليتها الخاصة.

الدراسة ودخول عالم السياسة

حصل سوناك على تعليمه في مدرسة داخلية خاصة مرموقة وهي “وينشستر كوليدج”، وخلال تلك الفترة وخصوصاً في العطل الصيفية عمل نادلاً في مطعم “كاري هاوس” في مدينة ساوثهامبتون.

درس الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أوكسفورد، وفي جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة درس للحصول على ماجستير في إدارة الأعمال، هناك التقى زوجته أكشاتا مورتي ابنة الملياردير الهندي والمؤسس المشارك لشركة خدمات تكنولوجيا المعلومات العملاقة “إنفوسيس” نارايانا مورتي.

بين العامين ٢٠٠١ و٢٠٠٤، عمل سوناك محللاً مالياً في بنك “غولدمان ساكس”، وأصبح لاحقاً شريكاً في اثنين من صناديق التحوط.

بدأ العمل لحزب المحافظين في العام ٢٠١٠، وانخرط في مؤسسة بحثية رائدة في مجال المحافظين (Policy Exchange)، ليصبح في العام ٢٠١٤ رئيساً لوحدة أبحاث السود والأقليات العرقية. وفي العام نفسه اختاره حزب المحافظين مرشحاً لمجلس العموم لدائرة ريتشموند في يوركشاير، وهو المقعد الذي شغله زعيم الحزب ويليام هيغ. وفي ٢٠١٥ أصبح نائباً عن الحزب للدائرة نفسها، وبين العامين ٢٠١٧ و٢٠١٩ أعيد انتخابه للبرلمان، وكان عضواً في لجنة اختيار البيئة والغذاء والشؤون الريفية وسكرتيراً برلمانياً خاصاً في وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية بين العامين ٢٠١٥ و٢٠١٧، ليعين في أول منصب وزاري له كوكيل دولة في وزارة الاسكان والمجتمعات والحكم المحلي عام ٢٠١٨، وفي تموز ٢٠١٩ أصبح رئيس السكرتارية في وزارة المالية، وبعد استقالة وزير المالية ساجيد جافيد في شباط ٢٠٢٠ عينه بوريس جونسون وزيراً للمالية ليكون رابع أصغر شخص يتولى هذه المهمة.

مواقف وأعمال

خلال عمله الحكومي، دعم رواتب العمال بهدف الاحتفاظ بالوظائف وتخفيف عبء الاغلاق على الأفراد والشركات على حد سواء وأسس برنامج دعم اقتصادي واسع النطاق خصص حوالي ٣٣٠ مليار جنيه إسترليني في شكل أموال طارئة للشركات، فضلاً عن البرامج الانقاذية التي أعدها ولاقت شعبية ليصبح فيما بعد وجه الحكومة اللامع في المؤتمرات الصحافية.

وسوناك من مؤيدي حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لاعتقاده أن ذلك سيجعل المملكة المتحدة “أكثر حرية وعدلاً وازدهاراً”، وبالفعل فقد صوّت لصالح خطط رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

صحيح أن سوناك من أصول ليست بريطانية، بل هو من المهاجرين، وأول مهاجر يتولى هذا المنصب، الا أنه كان دائماً من مؤيدي أي قانون يقلص أعداد المهاجرين للبلاد، وكذلك يتشدد في موضوع استقبال اللاجئين، وخلال فترته في وزارة المالية منح كثيراً من التمويل لكل الجهود المبذولة لمنع وصول اللاجئين عبر القناة البحرية.

وتعتبر بريطانيا من أكثر الدول الأوروبية التي تضم مهاجرين من الهند وباكستان وغيرها من الدول التي تعاني بصورة دائمة من مشكلات.

شارك المقال