بكامل وعيه

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

لا ليس صحيحاً ما يُحكى ويقال من قبل كثيرين بأن فخامة الرئيس “يغفو” و”يسهو” و”يغيب” و”لا يحضر” في كثير من الأوقات والمواقف. لا ليس صحيحاً أنه آخر من يعلم.

يذهب القائلون بهذا الرأي إلى حد اعتبار أن فخامته لا يدري ماذا يفعل. من منطلق أن عامل العمر وتأثيراته بدأت تفعل مفاعيلها.

قائلو هذا الرأي يخففون على فخامته والمشعوذين الذين يحيطون به، فعلهم الشنيع بمحاولة تنفيذ انقلاب دستوري ينقلنا من ديمقراطية برلمانية إلى ديكتاتورية رئاسية، كما هو حاصل عند جيراننا الأشقاء.

أن يرتكب فخامته، بشورى مشؤومة من المشعوذين، هذا الجرم الكياني الخطير، معطلاً حياة مواطنيه على كل المستويات، المعيشية قبل السياسية، ولزمن طويل دافناً كل فرص التعافي ليوصلهم إلى “جهنم” الموعودة، ونجد من يعزو “خطيئته” هذه إلى “كبرة أرذل العمر” فهذا تخفيف من وقع الإثم المثبت بالضحية وبالشهود وبأداة الجريمة. كمن يُدان في دهس طفل لكن “تحت تأثير الكحول” مثلاً، فيجوز عليه “الحكم التخفيفي”.

ان كان فخامته مصابا بشيء فبـ”الألزهايمر السياسي”. يتذكر حروبه التي أوصلته إلى السلطة لا المجد لكنه يغيب الضحايا والخسائر. وهو خرج علناً، في إحدى صحوات الضمير، ليزيل الغشاوة عن عيون الجميع: أنا ما زلت أنا. أنا الجنرال.

صعب أن تنسى ماضيه العسكري. صعب أن تتجاوز الحقبات السود في تاريخنا التي كان قائدها. فكيف ننسى الآن أن الجنرال يخوض آخر حروبه باللحم الحي، بلحم اللبنانيين وأحلامهم.

ما زال نشطاً. يتابع. يأمر. يحرك المشعوذين. يدع صهره يلعب في مكان مرسوم له لا أكثر. يشفق عليه أكثر مما يحبه. ما زال الأمر له وبالتالي كل ما يحصل يحصل بكامل وعيه وعن سابق تصور وتصميم منه. هنا لا بد أن يكون الحكم مشدداً… لقد دهس وطناً وهو بكامل وعيه.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً