تشاك نوريس عون… “البطل الخارق”

محمد شمس الدين

مئات النكات تنتشر عن الممثل الأميركي الشهير تشاك نوريس لكون شخصياته في الأفلام مبالغاً بها جداً، وحتى مسلسله الشهير ” walker texas ranger” أطلق العديد من النكات حوله، فهو دائماً البطل الذي لا يقهر بأي شكل، بل انه لا يشعر بالألم حتى. وتشاك نفسه كان مرحباً بهذه النكات، لدى ظهوره في الجزء الثاني من سلسلة أفلام “the expendables”، حين يقول له سيلفستر ستالون: “لقد ظننت أنك مت”، ليجيبه نوريس: “لقد عضتني أفعى كوبرا، وبعد عدة أيام من الوجع القاتل، ماتت الأفعى”، وهي إحدى النكات المتداولة عنه. وفي حين أن تشاك ممثل يستطيع المزاح في هذا الأمر، إلا أن في لبنان من يشبهه، ولكنه في موقع مسؤول، نعم إنه الرئيس الذي تنتهي ولايته بعد ثلاثة أيام، “الرئيس القوي” ميشال عون.

لا بد من القول في آخر أيام عهد جهنم، ان جميع الزعماء في لبنان هم أبطال خارقون في نظر جمهورهم، ولكن لا تجد زعيماً يدعي البطولة الخارقة بنفسه، أو تسمعها على لسان مستشاريه أو معاونيه أو نوابه ووزرائه، كحال ميشال عون، فهو الجبل المنقذ الذي يريد تسليم البلد أفضل مما تسلمه، بل انه دعا الرئيس المقبل الى أن يكمل مسيرة الإصلاح التي بدأها. وبنظر عون الذي سيغادر يوم الأحد قصر بعبدا، فقد استطاع ضرب المنظومة، بل ان أوهامه جعلته يقول لأحد الصحافيين انه يسعى الى سجن الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، الأمر الذي جعل أبواقه تخرج على وسائل الاعلام لتعدد إنجازاته “العظيمة”، فتقول انه أنهى الحريرية السياسية، وقضى على دور بري وجنبلاط في الحياة السياسية اللبنانية، بل انها تعتبر أن تعطيل عون للحكومة هو بطولة وإنجاز عظيم.

وتستقبل القناة الناطقة باسم “التيار الوطني الحر” ناشطين يتحدثون عن مزايا “القائد العظيم” ميشال عون، فتسمع أحدهم يشبهه بالمسيح، وآخر يقول انه أسطورة ولا يحق لأحد أن يعرف ماذا يريد أو حتى يعطي رأيه فيه، بينما أخرى تنتقد ما أسمته “النق” على موضوع الكهرباء، التي لا يجب أن تقف الحياة عندها. هذه النماذج ليست وحدها، بل هناك عدد كبير من أنصار عون يتحدثون بهذه الطريقة، لدرجة يظنها الناس نكاتاً، مثل النكات عن تشاك نوريس، كالقصة التي نشرتها قناة otv، عن طفل في حالة غيبوبة، استفاق منها رافعاً علامة النصر بعدما أطربوا آذانه بأناشيد الجنرال عون. وكذلك نشرت القناة نفسها كلاماً لسيدة تقول: ان العذراء ولدت توأم، يسوع وميشال عون. كل هذا التبجيل جعل عون يصدق نفسه بأنه المخلص والبطل الخارق، وأن المشكلة في منتقديه وليست فيه، و”يلي مش عاجبو يهاجر”.

لا يقف الأمر عند عون وحسب، بل ان ولي عهده وصهره جبران باسيل أصبح يطاله هذا النوع من المبالغة بالمدح، ليس من الأبواق أو المناصرين، بل وصل إلى درجة النواب التابعين له، اذ أن النائب غسان عطا الله أخذ الميكروفون في أحد تجمعات التيار، ليرد على شعار “هيلا هو” الذي كان يصدح في ثورة 17 تشرين، وبدأ بالغناء: “هيلا هيلا هيلا هيلا هو جبران باسيل منحبو”، ليشاركه الجمهور الغناء. وكذلك كان الوزراء التابعون للتيار، يظهرون على الاعلام للحديث عن نشاط باسيل، فيصفونه بالنشيط وأنه يتعبهم بنشاطه، وهو الرجل الذي لا ينام. عدا عن ذلك فقد دفع باسيل بنفسه ثمن تقرير “أنيمايشن” الذي يتحدث عن إنجازاته في وزارة الطاقة، وطموحاته للبلد مستقبلاً، ومن يقرأ التقرير يضحك لظنه أنه أحد فيديوهات الدعاية المضادة التي تسخر من باسيل.

الحالة العونية حالة غريبة عجيبة، قد نسمع يوماً النكات عن تشاك نوريس كحقيقة قائمة عند العونيين، مثل: الظلام يخاف من ميشال عون، أو ميشال عون يستطيع قتل حجرين بعصفور واحد، أو أن ميشال عون لا يتنفس بل يحبس الهواء رهينة، ولكن أهم نكتة عن نوريس لا يجب أن تتحول إلى واقع عند العونيين هي، ميشال عون لا ينسحب من المعركة، ويهاجم بطريقة معاكسة.

شارك المقال