الحياة الانسانية مهددة بخطر السلاح

السيد محمد علي الحسيني

يعيش العالم حالياً حالة من الخوف والقلق بسبب الصراعات والحروب الدموية التي تتسبب بقتل المئات وتشريد الآلاف، وما ينتج عنها من تداعيات بعيدة المدى. ولقد رأينا ما خلفته الحربان العالميتان من دمار ما زالت آثاره راسخة إلى يومنا هذا، ولا زالت المنظمات الدولية تتعالى صرخاتها لمحاولة وضع حد للحروب لإنقاذ الوضع الإنساني المتأزم في الكثير من مناطق العالم، لكنه للأسف صوت خافت لم يعد مسموعاً، لعدم وجود إرادة دولية مشتركة لإنهاء الصراعات طالما أن المصالح وفرض السيطرة يدفع ببعض الأطراف الى ممارسة القوة بمختلف مفاهيمها، ولكن الأشرس استخدام الأسلحة وعلى رأسها الكيماوية وأيضاً ولا شيء مستبعد إمكان استخدام النووي في أي حرب كونية ثالثة.

 السلاح يهدد الوجود الانساني

استخدمت المجتمعات الإنسانية منذ العصور القديمة السلاح للدفاع عن وجودها من كل الأخطار المحدقة، ففي ظل غياب القوانين والشرائع كان السلاح الضمانة الوحيدة لحماية الأمن والاستقرار، ولا شك في أن تلك المرحلة كانت تتطلب ذلك خصوصاً وأن المجتمعات كانت تتطور شيئاً فشيئاً والصراعات على البقاء تتصدر عنوان تلك المراحل، في المقابل لم يعد السلاح وسيلة للدفاع، بل أصبح مع الوقت أداة للهيمنة، وبقيت فكرة السلاح مترسخة باعتبارها عنوان القوة، فمن يملك السلاح يملك القوة ومن يملك القوة يمكنه السيطرة على الثروات والموارد، وهذا ما رأيناه ونراه، ولكن المشكلة تكمن في التداعيات الخطيرة التي يخلفها استخدام مختلف الأسلحة، وعلى الرغم من خطورتها إلا أن ذلك لم يردع المجتمع الدولي عن ضرورة إن لم نقل وضع حد للسلاح، فحصر استخدامه بالحالات التي تحدد وفقاً للقوانين الدولية، ولكن يبدو أن الارادة الدولية لم تتجه يوماً نحو هذا الاتجاه خصوصاً في ظل تطوير الأسلحة واستحداثها، بل إن الأسلحة النووية باتت تشكل كابوساً يوماً بعد يوم في ظل التلويح باستخدامها في أي حرب كونية قد تقع، وتحديداً بعد الأزمة الأوكرانية واشتداد الصراع وتأزم الموضوع .

الدعوة الى قمة دينية لتحريم استخدام السلاح

بدأت التكهنات باحتمال وقوع ضربة كيماوية هنا وهناك في ظل الصراعات الراهنة التي اشتدت وتيرتها ولا مؤشر لحلها، وفي ظل فشل منظمة الأمم المتحدة التي كانت ولادتها مرتبطة بنشر السلام وحفظ الأمن والسلم الدوليين وحل الصراعات بالطرق السلمية إلا ما استلزم استخدام القوات الأممية التي حصرت بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فإننا بحاجة إلى بث الوعي الإنساني بمقدار الكارثة التي قد تقع إذا لم تردع، وإن تحرك الضمير الدولي بعيداً عن المصالح على حساب مستقبل الوجود الإنساني وتفعيل دور علماء الدين بتحريم هذه الأسلحة نظراً الى مخاطرها على الإنسان والبيئة ومختلف الكائنات يمكن أن يشكل نقطة فارقة وبارقة أمل للشعوب والأمم لكي تتنفس الصعداء، لذلك ندعو إلى قمة دينية طارئة من كل الأديان لتحديد موقف ديني مشترك ملزم لكل القادة بتحريم الأسلحة الكيماوية وأسلحة الدمار الشامل لما فيها من فساد وهلاك، وفي ذلك يقول تعالى: “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا”.

ولا شك في أن البشرية ستظل تحت هذا الكابوس إن لم يتم القضاء على هذه الأسلحة قبل أن تقضي على كل معالم الحياة والوجود على هذه الأرض.

شارك المقال