القنبلة القذرة… تقض مضاجع موسكو!

حسين زياد منصور

القنبلة القذرة حديث الساعة في الفترة الأخيرة، بعد الاتهامات الروسية لأوكرانيا بالتحضير لاستخدامها. وأشار قائد قوات الحماية من المواد النووية والبيولوجية والكيميائية في الجيش الروسي الجنرال إيغور كيريلوف الى أن هناك معلومات عن مؤسسات أوكرانية لديها تعليمات بتصنيع قنبلة قذرة، محذراً من خطورتها وأن الجيش الروسي اتخذ إجراءاته للعمل في ظروف التلوث الإشعاعي، متهماً بريطانيا بمد أوكرانيا بتقنيات إنتاج أسلحة نووية، فيما تشير التكهنات الغربية في المقابل الى تخطيط روسيا لتفجير قنبلة قذرة في أوكرانيا وإلقاء اللوم على قواتها.

ما هي القنبلة القذرة؟

تحتوي على مادة مشعة، وليس بالضرورة مواد مشعة عالية النقاء، كالمستخدمة في القنبلة النووية، اذ يمكن استخدام المواد المشعة الموجودة في المستشفيات أو محطات الطاقة النووية أو مختبرات الأبحاث، وتتناثر جميع محتوياتها في الهواء عندما تنفجر بصورة تقليدية، ويجب تحويل المادة المشعة الموجودة في القنبلة إلى مسحوق وجزيئات ناعمة جداً لتنطلق مع الرياح كي تنتشر على نطاق واسع في المنطقة المستهدفة وتسبب ضرراً كبيراً.

وبحسب اللجنة التنظيمية النووية الأميركية للسلاح فهذه القنبلة ليست سلاح دمار شامل بل سلاح تخريب شامل، اذ أن اشعاعها المنبعث عند الانفجار يسبب الذعر بين السكان، الى جانب التلوث الهائل، ما يجعل المنطقة غير صالحة للعيش أو الزراعة، فضلاً عن الغبار والدخان المشع الذي ينتقل الى مسافات أبعد ويضر بالصحة ويكون السبب في أمراض خطيرة مثل السرطان.

تعتبر هذه القنبلة انتهاكاً واضحاً لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، ويمكن أن تصنعها الغالبية العظمى من الدول التي لديها طاقة نووية أو حتى مفاعلات نووية للأبحاث الى جانب كونها أرخص وأسرع من صناعة الأسلحة النووية.

يرجح الكثير من العلماء أن تكون أكثر خطورة من حادثتي محطتي تشيرنوبيل في جمهورية أوكرانيا السوفياتية وفوكوشيما في اليابان، للتلوث الاشعاعي الخطير الذي سينتج عنها.

هل استخدمت من قبل؟

لم تكن هناك استخدامات ناجحة لهذه القنبلة في السنوات الماضية، على الرغم من بعض المحاولات، ففي العام ٢٠٠٤ ألقي القبض في لندن على عضو في تنظيم “القاعدة” وهو مواطن بريطاني، بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن طريق قنبلة قذرة وسُجن بعد ذلك لمدة ٣٠ عاماً. وكذلك في العام ٢٠٠٢، ألقي القبض في مدينة شيكاغو على خوسيه باديلا الأميركي الجنسية وحكم بالسجن ٢١ عاماً، بعد الاشتباه بتخطيطه لهجوم بقنبلة قذرة بعد أن كان على اتصال مع “القاعدة”. وفي حديقة إزمايلوفو في موسكو عام ١٩٩٦، زرع متمردون من الشيشان قنبلة، لكن قوات الأمن اكتشفتها ونزعت فتيلها.

ويعتبر الغرب أن ادعاءات روسيا بخصوص القنبلة القذرة كاذبة، وما هي الا ذريعة للتصعيد، ووقف المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا والعمل على إضعاف حلف الناتو.

وفي الوقت نفسه ينفي وزير الخارجية الأوكراني هذه المزاعم، مؤكداً أن بلاده لن تشتري هذا النوع من السلاح، انحيازاً منها الى الالتزامات بموجب معاهدة عدم انتشار السلاح النووي. مع العلم أن أوكرانيا لم تعد دولة نووية بعد التوقيع على مذكرة بودابست في العام ١٩٩٤.

شارك المقال