عون خرج… على جثّة وطن

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

أّتى الاستقلال باكراً هذه السّنة. فبعد ستّ سنوات من الجحيم، استيقظ ميشال عون، وخرج من قلعته.

خرج على جثّة بلدٍ قتله. خرج على جثث ضحايا 4 آب. خرج على جثثِ أحلام الشباب وطموحاته، على جثث ضحايا الأزمة الاقتصادية، وعلى جثّث المغتربين الّذين قتلهم الحنين.

خرج ميشال عون من قصره سعيداً، مهلّلاً وفخوراً. ولكن بماذا؟

داس وهو خارج على كرامة كل لبناني، داس على أوجاعه، وعلى خيبات أمله.

ولاية واحدة كانت كفيلة بجعل لبنان منبوذاً عربياً ودولياً، بجعل ليرتنا منهارة، بجعل الشعب اللبناني يسعى الى تأمين كسرة خبزٍ لا أكثر.

ولاية واحدة أعادتنا ألف سنة الى الوراء.

ستّ سنوات والأكثرية النيابية والوزارات والحكومات بيد فريق العهد، ومع هذا “ما خلوهن”.

ماذا قدّم ميشال عون في عهده؟ لا شيء. لم يقدّم، بل أرجع، أخذ، أعاد الى الوراء.

قدّم مثالاً للدولة البوليسيّة، الّتي تقيّد الحرياّت وتمنع الآراء.

قدّم مثالاً للدولة الفاشلة اقتصادياً، ففي عهده تخطّى سعر صرف الدولار 40 ألف ليرة. قدّم في عهده مثالاً لديبلوماسيّة فاشلة بين البلاد.

قدّم في عهده انفجار العصر الّذي هزّ العالم بأسره ولم يهزّه. كان يعلم بكل شيء ولم يتحرّك.

قدّم مثالاً لدولة لا تحترم أوجاع شعبها، فلم يستقبل يوماً أهالي ضحايا المرفأ.

قدّم مثالاً لدولة تحمي ميليشياتها، مثالاً لدولة طائفية…

لم يكن متمسّكاً يوماً بشعبه، فأتت المقولة الشهيرة “اذا ما عجبكن، هاجروا”.

حضرة السيد عون، كيف يمكنك أن تتابع حياتك بصورة طبيعية بعد اليوم وأنتَ المسؤول عن الوضع الكارثي الّذي وصلنا اليه؟

كيف يمكنك أن تنام مرتاح البال وبسببك، أكثر من نصف اللبنانيين لا يجدون كسرة خبز؟

قتل عون القتيل، ومشى في جنازته. قتل عون لبنان، داس عليه، وخرج.

شارك المقال