دعم الحقوق الانسانية في ايران التزام عالمي!

حسناء بو حرفوش

دعت قراءة في موقع مجلة “فوربز” الالكتروني الى دعم الحقوق الإنسانية في إيران بصورة عاجلة، واصفة هذا الدعم بالإلتزام العالمي. ووفقاً للمقال الذي يحمل توقيع ديفيد نور، “الاحتجاج حق لكل أمة. ولذلك، لا بد من الحفاظ على هذا الحق والوقوف إلى جانب المتظاهرين في وجه الاعتداءات المستمرة التي تعرض حياة الأبرياء للخطر. ولم تشهد الجمهورية الاسلامية منذ العام 1981، معارضة واسعة النطاق وملتزمة بهذه الدرجة كما هو الحال اليوم. وفي حين أن إيران اعتادت على الاحتجاجات الجماهيرية التي تحصل مرة كل عقد تقريباً، لا يمكن مقارنة احتجاجات الطلاب في العام 1999 أو الحركة الخضراء في العام 2009، ولا حتى احتجاجات تشرين الثاني 2019 بالحماسة أو بحجم الاحتجاجات الحالية.

والأهم من ذلك، أن الناس يعارضون لأول مرة منذ بداية الحكم الديني في العام 1979، بصورة علنية وبلا خوف المرشد الأعلى، كما يقاتلون بنشاط للدفاع عن أنفسهم ضد قوات الأمن. وكما هو الحال مع هذه الأنظمة، غالباً ما يخفي الافتقار الى الشفافية العدد الفعلي للمتظاهرين الذين قتلوا، بمن فيهم النساء والأطفال، بحيث من المحتمل أن تكون الأعداد أعلى بكثير مما تشير إليه التقارير الرسمية. وتشكل الشعارات التي رفعت إعلاناً صارخاً يؤكد على معارضة النظام. ولا تتعلق الانتفاضة بقواعد اللباس الصارمة فقط. ومع ذلك، أصبح الحجاب الالزامي الرمز الأكثر وضوحاً لمعاداة المرأة الإيرانية. والآن، يقف الرجال والنساء الإيرانيون جنباً إلى جنب ضد نظام الفصل العنصري بين الجنسين. كما لا بد من التطرق الى الإكراه وانتهاك حقوق الإنسان الذي لا يجد له مكاناً في أي ثقافة، واليوم يخاطر الإيرانيون بكل شيء حتى يفهم العالم ذلك.

ومن ثم، هناك الأسطورة التي تعتبر أن النظام قابل للإصلاح، ولكن للأسف، أثبتت دراسة على مدى 43 عاماً عكس ذلك. وخلال ذلك الوقت، خدع الايرانيون والعالم مراراً وتكراراً للاعتقاد بأن الانتخابات الرئاسية، التي تم التشكيك بحريتها ونزاهتها، ستحدث فرقاً بالنسبة اليهم. وعلى غرار العديد من الايرانيين المنفيين الذين يعيشون في الخارج، أعتقد (أي الكاتب) أن مستقبل إيران لا يمكن أن يكتبه إلا الشعب الايراني في شوارعها. لكن لا يمكن لأي بلد أن يسعى وراء الحرية وتقرير المصير بمفرده. فلو لم يتدخل العالم، لتعفّن نيلسون مانديلا في سجون جنوب أفريقيا في عهد الفصل العنصري.

كل مواطن عالمي له دور حيوي في مساعدة الدول التي تمر بأزمات، والوقوف إلى جانب المهددين وضحايا الانتهاكات الموثقة. وعبر التاريخ، استخدمت الرهائن من ضمن الأجانب كورقة مساومة سياسية. كما تعرض عشرات المعارضين خارج الحدود للترهيب والاختطاف والاغتيال، بما في ذلك المحاولات الأخيرة لاغتيال الكتاب والناشطين البارزين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كما يمكن أن يشكل احتمال تحول الاحتجاجات الحالية الى مفتاح يقلب النظام في الدولة الثيوقراطية الى حكومة تمثيلية، صانع تاريخ جيوسياسي وربما المفتاح الأكثر أهمية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. ولهذا السبب، أصبح بناء الوحدة العالمية والقدرة الاقليمية ضد انتهاكات حقوق الإنسان، أكثر أهمية من أي وقت مضى.

هذا ما يتوقعه الشعب الايراني من العالم، ولذلك يدعو الى التوقف عن غض الطرف عن معاناته. فعلى مدى عقود، انحصرت الاستجابة بالتركيز على كبح طموحات إيران النووية والعدوان الإقليمي. وهذا يستدعي اتحاداً عالمياً لمكافحة الفساد وتعزيز احترام حقوق الإنسان. وتستدعي الأزمة الحالية في إيران تقديم دعم عاجل لانشاء آلية تحقيق دولية مستقلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، والمواظبة على توثيق هذه الانتهاكات وإيجاد الآليات لمحاسبة المسؤولين”.

شارك المقال