شرم الشيخ… قمة المناخ المنتظرة

حسين زياد منصور

تتجه أنظار العالم يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين الى قمة شرم الشيخ، حيث ينتظر وصول أكثر من مئة من قادة الدول للمشاركة في “قمة القادة” خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين حول المناخ. وتعقد القمة في ظل تشنج دولي وأزمات نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية من أزمات طاقة وغذاء وغيرها…

ومؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ جزء من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، ومعاهدة دولية وقعها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ، الى جانب قمة سنوية تحضرها 197 دولة من أجل مناقشة المشكلة ومعالجتها.

وفي قمة مصر أو “كوب ٢٧” ستكون المساءلة والمال والانبعاثات الأولوية في جدول الأعمال، ويعد نجاح المفاوضات من عدمه باستحداث صندوق منفصل خاص بـ “الخسائر والأضرار”، وهي تعويضات تدفع عن الأضرار المناخية التي لا عودة عنها في المسألة الأساسية.

وتشكك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ سنوات في الحاجة إلى آلية مالية منفصلة، ويماطلان في اعتماد آلية مفتوحة للتعويضات، وهو ما يؤثر على الدول المتضررة وموقفها. وهو ما قاله منير أكرم سفير باكستان لدى الأمم المتحدة ورئيس مجموعة الـ 77 +الصين بأن التوصل إلى اتفاق حول آلية الخسائر والأضرار سيكون مقياس نجاح “كوب27” أو فشله.

وتعتبر البلدان النامية الأكثر تضرراً من التغير المناخي مثل الفيضانات وحرائق الغابات والجفاف، وتعتبر نفسها ضحية في هذا المجال في حين أن مساهمتها في انبعاثات الغازات أقل من الدول الكبرى. لذلك ترى هذه الدول أن الوفاء باحتياجاتها أمر ضروري في المفاوضات، خصوصاً الأموال اللازمة لمساعدتها في التأقلم مع التغير المناخي، ولاسيما أن هذه الدول باتت تحصد أرواحاً وتؤثر في الاقتصاد.

ويرى خبراء أن ارتفاع درجات الحرارة ومستويات سطح البحر والجفاف والطقس وتغير أنماط هطول الأمطار – اذ من المحتمل أن يصبح هطول الأمطار الغزيرة هو الضعف الآن بسبب تغير المناخ – تؤدي الى أنماط جديدة من الدمار والتأثير في الطقس الذي بدوره يؤثر في حرائق الغابات والانسان أيضاً من ناحية السلامة الصحية والأمن الغذائي والمائي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ومنطقة الشرق الاوسط تعتبر من المتضررين أيضاً، بسبب ارتفاع الحرارة فيها وضعف مناطق أخرى مما يهدد سبل عيش أبنائها وحياتهم.

وفي ظل السياسات الراهنة يتوقع أن ترتفع حرارة الأرض 2,8 درجة مئوية، وقد ترتفع 2,4 درجة مئوية حتى لو احترمت الدول كل تعهداتها على صعيد خفض استخدام الكربون بموجب اتفاق باريس، مع العلم أن مسار الاحترار العالمي بات أفضل منذ بوشرت مفاوضات المناخ في الأمم المتحدة في العام 1995.

وتلعب الأزمات السياسية دوراً مهماً في الاتفاقات التي تعقد بين الدول الكبرى خصوصاً خلال هذه الفترة، فالتراجع المتواصل في العلاقات الصينية – الأميركية ساهم في حصول اختراقات على صعيد الديبلوماسية المناخية بما في ذلك اتفاق باريس، فزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان في آب الماضي أدت إلى وقف قنوات التواصل بين البلدين على صعيد المناخ، الى جانب القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على تصدير الشرائح التكنولوجية المتطورة إلى الصين، فضلاً عن الحرب الروسية – الأوكرانية وتداعياتها.

ولا يمكن نسيان المساعي الأساسية في هذا المجال من خلال الحوار والنقاش بين بابا روما وامام الأزهر والدعوة الى الالتزام بالتعهدات والمسؤوليات.

شارك المقال