التعطيل الرئاسي على ايقاع التسويات الاقليمية والدولية؟

هيام طوق
هيام طوق

من يراقب المشهد السياسي، والتعقيدات التي تحيط بالاستحقاق الرئاسي في ظل تشتت التكتلات النيابية بحيث أن لكل واحدة منها مرشحها حتى أن مختلف القوى في المعارضة كما في الموالاة غير متفقة في ما بينها على اسم ليصبح الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية من دون أن يخفي أحد أن التطورات الاقليمية والدولية لها تأثيرها المباشر على هذا الاستحقاق.

جلسة انتخاب الرئيس يوم غد الخميس ستكون كما سابقاتها من حيث النتيجة، أما من حيث الشكل فيمكن أن يتقلص عدد الأوراق البيض بعد أن اقتنع بعض النواب بأنه لا يجوز الاستمرار في هذا المسار، لكن هناك من يقول ان الشغور سيطول ليس الى ما بعد نهاية العام الحالي وحسب، انما لسنة كاملة أو أكثر انطلاقاً من قناعة بأن هناك مصلحة مشتركة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” في تأخير اجراء الاستحقاق الرئاسي قدر الامكان الى حين موعد التوصل إلى تسوية مع الأميركيين تتيح رفع العقوبات عن النائب جبران باسيل، وذلك بالتوازي مع انتهاء ولاية كل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وقائد الجيش العماد جوزيف عون ، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود. وحينها يتم تعويم باسيل وترشيحه لرئاسة الجمهورية حيث يلعب دوراً مهماً في تعيينات الفئة الأولى في الدولة.

سيناريوهات كثيرة يتم الحديث عنها خصوصاً أن “حزب الله” لم يحسم خياره بعد لناحية التصويت للوزير السابق سليمان فرنجية وسط معطيات تقول ان الحزب عندما يحين أوان الجد وتأتي لحظة الحسم ربما يتخلى عن فكرة دعم فرنجية ويتبنى باسيل لأن الأخير له حيثيته السياسية والشعبية في الشارع المسيحي، ولديه كتلة نيابية لا يستهان بها، وبالتالي يؤمن له استمرارية الغطاء المسيحي خصوصاً أن هناك قناعة في صفوف “التيار الوطني الحر” بأن النكسات والاستهدافات التي تعرض لها مردها الى دفاعه عن الحزب وسلاحه.

ويتحدث سيناريو آخر عن أن باسيل ممتعض من الحزب الذي يتواصل مع فرنجية لاختيار التوقيت المناسب لطرح ترشيحه تفادياً لعدم حرق اسمه، وتأتي النتائج معاكسة للهدف المنشود.

وفي هذا الاطار، أشارت النائب غادة أيوب في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى “أننا تعودنا على فريق التيار الوطني الحر وحزب الله أن يجر البلد الى التعطيل، وهناك أكثر من تجربة في هذا الاطار، متناسياً كل تداعيات الفراغ. نحن نعمل مع كل الأفرقاء في المعارضة لنجمع أكبر عدد ممكن من الأصوات للمرشح النائب ميشال معوض أو في حال توافقت المعارضة على مرشح آخر للوصول الى 65 صوتاً”.

وقالت: “اننا نسمع عن تصفير المواقع المارونية كافة في الدولة، وهذا الأمر نتيجة تفاهم مار مخايل بين التيار والحزب. وهما مستعدان الى أبعد الحدود، لافشال المؤسسات وافراغها من رئاساتها بهدف الوصول الى السلطة عبر أشخاص ينتمون الى خطهما، والى خط الممانعة، وهذا ما سنكون له بالمرصاد كمعارضة، وعدم السماح لمثل هذا السيناريو”. واعتبرت أن “حزب الله في موقف متخبط بين باسيل وفرنجية، ولا يمكنه السير بباسيل الذي لا تقبل به معظم الكتل خصوصاً أن هناك فراقاً بينه وبين حركة أمل وبينه وبين الرئيس نجيب ميقاتي. كما أن الحزب لم يتمكن من اقناع باسيل بالسير بفرنجية الذي لا يمثل كتلة مسيحية كبيرة. إذاً، الحزب محشور والورقة البيضاء تجسد شراء الوقت الى حين تدوير الزوايا بين الحلفاء. في المقابل، مرشحنا واضح، وخطه واضح، وهناك عمل مشترك وحثيث بين قوى المعارضة للوصول الى 65 صوتاً. التيار والحزب حليفان همهما الأول والأخير ايصال مرشح ان كان باسيل أو من يشبهه والذي لم يقدم للبلد الا الانهيار والعزلة والتفكك وانهيار المؤسسات الدستورية”.

وتمنى النائب أحمد رستم “الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية لأن البلد لم يعد يحتمل، والحل اليوم بالجلوس على طاولة الحوار والتوافق على اسم قادر على جمع كل الأطراف، ويكون انقاذياً واصلاحياً ويعيد ربط لبنان بالدول العربية”، مؤكداً “اننا لم نسمع في الكواليس السياسية، السيناريوهات المطروحة في الصحف وأن هناك نية بتأخير الاستحقافق الرئاسي الى حين تبلور المشهد الاقليمي والدولي، لكن في الوقت نفسه، نأسف لأن القرار اللبناني ليس حراً، والعامل الاقليمي والدولي يلعب دوراً في الساحة اللبنانية. نتفاءل خيراً بانتخاب الرئيس قريباً، لكن لا أحد يعلم الى أين نحن ذاهبون”.

أما النائب أديب عبد المسيح، فقال: “لا نسمع في الكواليس السياسية عن سيناريوهات لتأجيل الاستحقاق الرئاسي، لكن إن كان الشر موجوداً والشياطين تخطط لمثل هذه الخيارات، فلا يمكن أن نعرف بها. أما نحن، فلا زلنا نرشح النائب ميشال معوض، وأي حوار أو تفاهم يجب أن يكون على قاعدة أن لا يكون هناك غالب أو مغلوب”. ورأى أن “انتخاب الرئيس يتطلب وقتاً، لكن لن يكون طويلاً. ماذا سيحصل لا أحد يعرف لأننا نعيش على قاعدة كل يوم بيومه”.

ولفت الى أن “الفريق الآخر تعود على التسويات، لكن نحن سنستمر في حضور جلسات الانتخاب، وننتخب مرشحنا، علهم يعلنون عن مرشحهم لتتحقق العملية الديموقراطية. ثم اذا كانوا يريدون التحاور والتفاوض، فمن هو مرشحهم؟ فليعلنوا عنه”.

واستبعد الوزير السابق فادي عبود سيناريو التعطيل الى حين تسوية خارجية، معتبراً أن “كل نظريات المؤامرة غير واقعية . ثم لا شيء يمنع انتخاب النائب باسيل ولو كانت عليه عقوبات”. وتساءل “اذا تمكنت قوى الموالاة من تأجيل الانتخابات، فهل ستغير قوى المعارضة رأيها بالنائب باسيل؟ وفي حال رفعت أميركا العقوبات عنه، هل يصبح مقبولاً في الداخل من الأطراف التي لا تؤيده اليوم؟ وهل التعطيل من خلال الورقة البيضاء يغير المعطيات مع مرور الوقت؟ أبداً، أقله في المستقبل القريب”، موضحاً أن “هذه النظريات في التعطيل الى حين تطورات خارجية، ناقصة. من خلال التعطيل لن تتغير الأجواء الدولية ولا الأجواء الداخلية. ان كانوا يريدون التعطيل لايصال المرشح الذي يريدون، فهذا سيناريو وارد، لكن هذا الأمر لن يغير المواقف الأخرى أقله في الوقت الحاضر”.

شارك المقال