إيران تنقل الأسلحة إلى سوريا تحت غطاء شحنات غذائية

لبنان الكبير

نشر موقع “عنب بلدي” المعارض للنظام السوري تقريراً اليوم نقلاً عن مركز “ألما” الإسرائيلي البحثي، حول آلية عمل الممر الإيراني البري لتهريب الأسلحة عبر العراق إلى سوريا ولبنان، تحت غطاء شحنات “إنسانية” وغذائية.

وذكر تقرير المركز، أن الأضرار التي لحقت بمسارات الممر الجوي والبحري هي الأشد خطورة، وأن إيران لم تتخل عن الممر البري، والنشاط مستمر، بالدرجة الأولى تحت غطاء مدني ودروع بشرية.

ويشمل الممر الإيراني (جوي، بري، بحري) تهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان، وتشغيل البنية التحتية لإنتاج وتجميع أسلحة تقليدية متطورة على الأراضي السورية، ومشروع الصواريخ الدقيقة في مصياف مثال على ذلك.

وعاد الإيرانيون لتركيز جهودهم مرة أخرى على الممر البري “التقليدي”، وسط تركيز الهجمات الإسرائيلية لتعطيل الممر البحري والجوي.

ويتيح الممر البري للإيرانيين الاستفادة من مزاياه المتمثلة في استغلال صعوبة الحصول على معلومات استخباراتية، لاستهداف شاحنة واحدة محملة بالسلاح على طول ممر بري في منطقة صحراوية بطول ألف و800 كيلو متر، مقارنة بطائرة أو سفينة.

وتعتبر مدينة دمشق محطة عبور للأسلحة والشحنات الإيرانية، وجرت العادة، وفق مركز “ألما”، تخزين الأسلحة في دمشق لفترة وجيزة وتجهيزها، لنقلها إلى “حزب الله” في لبنان.

ويتم تخزين الأسلحة، في منطقة السيدة زينب والمناطق المحيطة بها، والتي تنتشر فيها القوات والعناصر التابعة لإيران بكثرة.
ولفت تقرير المركز إلى أن استخدام الممر البري قد يسهل على إيران من الناحية الاقتصادية تصدير البضائع إلى أوروبا، بينما تقوم “بغسلها”، إذا لزم الأمر، في سوريا وتركيا، وبالتالي الالتفاف على العقوبات الأميركية والدولية.

وذكر التقرير أن الوجود الأميركي في “التنف” يقيد بشدة الأنشطة الإيرانية داخل الممر البري، ويضطرها للتوجه إلى منطقة جغرافية مركزية واحدة في البوكمال ودير الزور.

منطقة نفوذ إيراني

أعيد فتح معبر “البوكمال” الحدودي من الجانب السوري (يربط سوريا بالعراق في محافظة دير الزور شرقي سوريا) في أيلول 2019، بعد إخلاء المنطقة من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، واستعادتها في تشرين الثاني 2017 من عناصر في المحور “الشيعي المتطرف” بقيادة إيران وقوات النظام السوري.

وتخضع مدينة البوكمال شرقي سوريا لسيطرة أمنية إيرانية، وهي إحدى النقاط الإستراتيجية الرئيسية في الممر البري لـ”المحور الشيعي المتطرف بقيادة إيران”، وفق المركز.
وهذا ما جعل سيطرة إيران العسكرية والمدنية على المنطقة مطلقة، كما يسيطر عناصر من المليشيات الشيعية على الحالة الأمنية في مدينة البوكمال.

ومن المهام الرئيسة لهذه الميليشيات، تأمين الممر البري في المنطقة الجغرافية السورية، أبرزها “اللواء 47″ (التابع للحرس الثوري الإيراني) والقائد العسكري العام في المنطقة التابع لـ”الحرس الثوري” المعروف بـ”الحاج عسكر”، وقائد بارز آخر هو “أبو عيسى المشهداني”.

وتتميز المنطقة الجغرافية بين القائم (في العراق) ومدينة البوكمال السورية بانتشار كبير لقواعد عسكرية تعمل برعاية إيرانية، والدور الأساسي لـ”الميليشيات الشيعية” الإيرانية هو تأمين طرق الممر البري في العراق وسوريا بشكل عام، ومنطقة المعابر الحدودية في القائم والبوكمال بشكل خاص.

وتستخدم القوات الإيرانية شبكة الأنفاق التي حفرها تنظيم “الدولة” سابقًا في منطقة الميادين شمالي البوكمال.

بغطاء مدني

وتملك إيران عدة خيارات لإخفاء الأسلحة التي تنقلها في الممر البري، عبر غطاء وشحنات “إنسانية” وغذائية.

ويستغل الإيرانيون الحافلات المدنية التي تقل حجاجًا شيعة في طريقهم لزيارة الأماكن الدينية الشيعية المقدسة في سوريا لنقل الأسلحة، وعلى الأرجح مكونات الأسلحة المعدة لمشروع الصواريخ الدقيقة الذي يتم تنفيذه، في مصياف.

وتنقل الحافلات أيضًا المكونات المستخدمة في صيانة وتجميع الطائرات من دون طيار في مطار “T4” بين تدمر وحمص وسط سوريا، وتدخل هذه الحافلات إلى سوريا من العراق عبر منطقة العباس جنوب شرقي البوكمال.

ونوّه التقرير إلى أن الإيرانيين اتجهوا لتمويه واستيعاب الممر قدر الإمكان في بيئة مدنية، وهذا واضح بشكل خاص عندما يتم تخزين الأسلحة في موقع التخزين المؤقت قبل تسليمه إلى “حزب الله” في لبنان.

قاعدة “الإمام علي”

أسس الإيرانيون قاعدة “الإمام علي” العسكرية عام 2019، وتقع شرقي مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق، وهي القاعدة الأكبر والأكثر مركزية التابعة لإيران في منطقة معبر الممر البري في البوكمال.

يتم تخزين الأسلحة المنقولة من إيران عبر العراق في قاعدة “الإمام علي” وإعدادها لمزيد من النقل غربًا إلى لبنان، كما أن الميليشيات الشيعية تتدرب في القاعدة وبالقرب منها.

في 2019 وسط تعرّض القاعدة لعدة هجمات، بدأت إيران حفر أنفاق مناسبة لدخول ومرور مركبات النقل الكبيرة مثل الشاحنات، ويعتقد مركز الأبحاث أن هذه الأنفاق تستخدم لتخزين الأسلحة الثقيلة.

وفي نهاية عام 2019، نفذت إيران أعمال بناء واسعة النطاق، وتم توسيع القاعدة وبنائها على ثلاثة مجمعات رئيسية.

واعتبر المركز الإسرائيلي أن مجمع القاعدة الأول مهم جدًا في إدخال الأسلحة إلى سوريا، ويوجد ما لا يقل عن 60 مخبأ ومخازن كبيرة لتخزين الصواريخ الباليستية وأسلحة أخرى.

ويحتوي مجمع القاعدة الثاني، الأقرب إلى الحدود، أنظمة ومنصات دفاع جوي لإطلاق الصواريخ الباليستية والصواريخ بأنواعها المختلفة، وقد تكون هناك أنفاق عابرة للحدود في العراق.

كما يحتوي المجمع الثالث للقاعدة على أنظمة دفاع جوي والعديد من مستودعات الأسلحة، والغرض الرئيسي منه هو حماية المجمعين الآخرين، ويقع على تل يطل على المنطقة بأكملها.

وتشير التقارير الإسرائيلية، إلى أن إسرائيل استطاعت إعاقة 70٪ من نقل الأسلحة الإيرانية، وتدمير نحو 90٪ من البنية التحتية لإنتاج الأسلحة على الأراضي السورية، وأنه من المستحيل إيقاف كل نشاط بسبب “نطاقه الهائل وقيود الذكاء المتاح”، وفق المركز.

وتتعرض مواقع ومنشآت عديدة في مناطق النظام السوري لاستهدافات متكررة، يُقال إن إسرائيل المسؤولة عنها، منها المطارات، في حين لا تعترف إسرائيل أو تعلّق عادة على ضرباتها في تلك المناطق.

وتتعدد الروايات عقب هذه الضربات، إذ تحاول وسائل إعلام النظام الحديث عن أن الأهداف التي يطالها القصف الإسرائيلي تابعة له، أو أهداف مدنية بالمجمل، وتتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن أن الأهداف تعود لـ”الحرس الثوري الإيراني” المصنف على قوائم “إرهاب” دولية.

ويكتفي النظام السوري بالتهديد بالرد على ضربات إسرائيل في سوريا، وتبقى تصريحاته حبيسة البيانات والمؤتمرات الصحافية.

شارك المقال