تصدّع محور الممانعة: مزيد من التعقيدات الرئاسية!

رامي الريّس

لم يكن ينقص محور الممانعة التسجيل الصوتي المسرّب عن أحد أبرز أركانه، رئيس “التيّار الوطني الحر”، للتأكد من حجم التصدّع والإنقسام الذي يعيشه هذا الفريق السياسي في مقاربة ملف الانتخابات الرئاسيّة، ذلك أن الكلام السياسي الذي قيل يؤكد المؤكد ويعلن عمليّاً ما هو معروف ولو أنه الأكثر وضوحاً منذ بداية حقبة الشغور الرئاسي.

المشكلة الرئيسة التي تعطّل الانتخابات الرئاسيّة هي عند هذا الفريق تحديداً، فهو يريد مرشحاً من صفوفه يعارضه مرشح آخر من صفوفه أيضاً، وهو ما يجعلهم جميعاً يختلقون الأعذار السياسيّة وغير السياسيّة التافهة والواهية لتبرير مواصلة الاقتراع بالورقة البيضاء إلى ما لا نهاية وبإنتظار تبلور مخرجٍ ما يتوافر من الداخل أو الخارج.

طالما أن هذا الفريق يمارس لعبة التعطيل جرياً على عادته منذ سنوات، ويستبيح الدستور ويفرّغ اللعبة الديموقراطيّة من مضامينها الحقيقيّة، طالما أن حقبة الشغور الرئاسي سوف تتواصل وتطول وتطبق على صدور اللبنانيين الذين يتوقون الى الخروج من المأزق المعيشي والإجتماعي والإقتصادي المتفاقم على مختلف المستويات، والذي لن يكون ممكناً تغييره من دون مؤسسات دستوريّة فاعلة بقيادة شخصيّات تمتلك رؤية إصلاحيّة جديّة وإرادة سياسيّة غير ملتبسة للنهوض بالبلاد.

في اللحظة التي بات يشعر فيها التيار العوني أنه يخرج تدريجيّاً من حالة العزلة السياسيّة من خلال الزيارات الخارجيّة التي يقوم بها رئيسه، وفي الوقت الذي يرى فيه المزيد من “الوقوف على خاطره” من “حزب الله” في ملف الرئاسة وغيره من الملفات؛ فإن الخروج من عنق الزجاجة لن يكون متاحاً في المدى القريب.

يريد هذا التيّار أن يعزّز واقعه السياسي والشعبي في المرحلة المقبلة وألا يغرق مجدداً في موجة جديدة من الرفض العارم لسياساته ومواقفه التي غالباً ما يستفز فيها شرائح واسعة من اللبنانيين وأن يؤسس لمرحلة ما بعد العهد المقبل بما يتيح له “إستعادة” الرئاسة مجدداً. يدرك التيّار أن التنازل في هذه الانتخابات الرئاسيّة سيقوّض فرصه المستقبليّة إلى حد كبير.

على الضفة الأخرى، لا تبدو الأمور ورديّة أيضاً، والسبب الرئيس في ذلك هو إمتناع كتل نيابيّة وبعض النواب المستقلين عن صب دعمهم للنائب ميشال معوّض الذي إتسعت دائرة دعمه من دون أن تصل إلى المعدّل المطلوب لتحقيق الخرق السياسي اللازم للخروج من دائرة المراوحة والحلقة المفرغة.

الأزمة معقدة بسبب تدني مستوى الأداء السياسي لدى معظم الأطراف والكتل خصوصاً تلك التي تأخذ البلاد رهينة لمصالحها وأهوائها وأهدافها.

شارك المقال