من حمزة الخطيب إلى مهسا أميني… “مدرسة تعذيب” واحدة!

د. نسب مرعب
د. نسب مرعب

عندما تجرّأ الطفل حمزة الخطيب على كتابة شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” على جدار مدرسته في درعا، إعتقلته القوات السورية وأعادته إلى ذويه جثة هامدة مشوّهة تجتاحها آثار التعذيب.

وحينما تحرّرت بعض خصلات من شعر مهسا أميني وتمرّدت على أسلوب حجاب فرضته السلطات الايرانية، إحتُجزت وقضت تحت التنكيل الذي مارسته قوات الشرطة بحقّها.

إنّها “مدرسة تعذيب” واحدة، ونهج ظلم واحد! وقد شاركت إيران بصورة حاسمة في قمع الثورة السورية، لأنها خافت أن تتمدّد شجرة الحرية التي تضرب جذورها في دمشق، فتصل ظلال أغصانها إلى ساحات طهران.

تخشى الأنظمة الاستبدادية المظاهرات التي تجوب الشوارع في وضح النهار، فتحاربها وتكبتها في الأقبية والزنازين حيث يهيمن الظلام، ويسكن الرعب، وحيث يقتلون الحلم في أجساد الأحرار، بعد أن عجزوا عن قتله في أرواحهم.

وتصلنا الروايات عمّا يحصل في السجون السورية من خلال بعض الناجين من براثن الوحوش التي ترتكب الفظائع كي لا تهتزّ العروش.

جرى إخماد الثورة السورية بأعنف الوسائل وأشدّها فتكاً. وتداعى جنود المحور الممانع إيّاه إلى محافظات سوريا لابادة الثائرين والثائرات، فأحرقوا القمح والورد، ونصبوا ذلّهم والحقد.

إختفى صوت الهتافات، ولم يعد يتردّد صداها في أحياء الشام… ولكن صرخت مهسا أميني ذات يوم حرية، وصدح صوتها كرامةً، فأيقظت شعبها، وكأنّما لفظت أنفاسها المعذّبة في كل نافذة وفي كل قلب في إيران، فاندلعت الاحتجاجات في شتّى الأرجاء، وبات الحاكم يثبّت نظره إلى الأسفل ليتأكّد باستمرار أن الثورة الوليدة لم تسحب البساط من تحته بعد.

شارك المقال