مونديال وأعياد… ولا تسوية

لينا دوغان
لينا دوغان

ينشغل العالم ومن ضمنه لبنان بمتابعة مباريات كأس العالم التي تجري لأول مرة على أرضٍ عربية، في دولة قطر، وهذا الحدث يستمر من ٢٠ تشرين الثاني/ نوفمبر حتى ١٨ كانون الأول/ ديسمبر وتشارك فيه كل المنتخبات العالمية وأربعة منتخبات عربية.

وكعادتهم يهتم اللبنانيون بهذا الحدث العالمي ويتشوقون لمتابعته خصوصاً أن كلاً منهم، تاريخياً، يشجع منتخباً معيناً، وأظن أن معظمهم يفضل هذه السنة متابعته في منزله وليس في المقاهي نظراً الى ارتفاع الأسعار تحديداً في المونديال وليس عن طريق أي اشتراك لأنه باهظ الثمن، لكن عبر “تلفزيون لبنان” الذي لم نعرف بعد ما إذا انتهت مفاوضاته مع الجهة الناقلة للحدث وهو ما ننتظر جوابه من وزير الاعلام.

وخلال هذه الفترة أتصور أن الشعب اللبناني سيتلهى قليلاً وينسى مأساته الصغيرة منها والكبيرة وعلى رأسها انتخابات الرئاسة، لتأتيَ فترة الأعياد وتشغل اللبنانيين شعباً وساسةً عن الاهتمام بالوضع السياسي ويظل الهم الاقتصادي وحده هو المسيطر خصوصاً في عيدي الميلاد ورأس السنة وما تفرضه هذه الفترة من مستلزمات ستكون أعباؤها ثقيلة على كاهل معظم اللبنانيين على الرغم من أنها مناسبات ينتظرونها بفرح كبير وبزينة تملأ شوارع العاصمة والمدن بألوان تضج بالأمل وبالتمنيات والتي ستكون هذا العام كثيرةً جداً.

هذا “الستاتيكو” الطويل، من المونديال الى العام الجديد، ومع كل الأماني بسنة جديدة، يبدو أنه سيبقى، حتى مع عودة جلسات انتخاب الرئيس الى الانعقاد.

فكل الجلسات التي انعقدت لم تختلف لا اقتراعاً ولا مضموناً، وكل المحاولات حتى الساعة لانتخاب رئيس باءت بالفشل، فلا الظروف المحلية الداخلية كما يبدو حاضرة لعملية الانتخاب، فيما الأطراف لم تتفق حتى على فكرة الحوار كخطوة أولى، ولا المناخ الدولي والاقليمي بتطوراته المتأزمة يساعد على ذلك، من هنا ووسط كل هذه الضبابية يلوح في الأفق مشهد “الستاتيكو”.

هذا المشهد الذي يرسمه النواب في الجلسات الانتخابية المخصصة لانتخاب الرئيس أي داخل المؤسسة التشريعية، بين من ينتخب ميشال معوض حتى اللحظة وبين من ينتخب ورقة بيضاء حتى يشاء… ولا نعرف ماذا ينتظر هذا وذاك أم ينتظران التسوية؟

الكل، وإن كان منه من يرفض، يتعايش مع أن لبنان بلد التسويات بإمتياز، لكن هذه المرة يبدو أن التسوية غير مطروحة أو بعيدة أو لم تنضج. في كل الأحوال سيبقى البلد مقسوماً بين رأيٍ لـ “حزب الله” الذي يرفض رئيس “تحدٍ” ويفضل رئيساً “توافقياً”، وبين رأيٍ لفريق آخر يرفض سيطرة “حزب الله” على البلاد ورئاستها وانتخاب رئيس “ثقة”، والأقسى انقساماً بين المسيحيين أنفسهم الذين يتقاذفون الاتهامات كتقاذف الكرات في المونديال وعلى رأسهم جبران باسيل الذي يمنّي نفسه بالترشح، ويمنّننا بأنه لم يترشح ويربحنا “جميلة” بأنه لن يكون هناك رئيس من دونه، مع هذا كله زار فرنسا وقبلها البلد المستضيف لكأس العالم قطر ولم يسجل أي هدف.

شارك المقال