الحزب يحذر باسيل: ليس لك حق الفيتو دائماً!

عاصم عبد الرحمن

لا يزال “حزب الله” يشهر سلاح الورقة البيضاء في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية والتي تؤكد عدم توصل قوى 8 آذار إلى أي اتفاق في ما بينها حول تصور مشترك لمرشحها المفترض لرئاسة الجمهورية، خصوصاً بعد تطاير شظايا التسريب الباسيلي المفتعل والذي أعلن فيه رفضه المطلق لانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية مهما بلغت الضغوط السياسية عليه، فهل سيبقى الحزب خاضعاً لشروط باسيل الرئاسية؟

من المؤكد أن خيار “حزب الله” الرئاسي المفضل هو زعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية وسيعمل جاهداً لايصاله إلى قصر بعبدا على اعتبار أنه مطابق لمواصفات الوفاء التي تبحث عنها المقاومة، إلا أنه لا يزال يحاذر إعلان حملته الانتخابية كما خاض معركة الرئيس السابق ميشال عون ريثما تنضج ظروف ما ترضي رئاسياً جبران باسيل، الذي لا يزال يعاند في السير قدماً في دعم انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، لا بل يرفض رفضاً قاطعاً هذا الخيار ويعتبره مرشحاً “ليس عليه القدر والقيمة لموقع رئاسة الجمهورية” لا بل أكثر فهو يعتبره “غير قادر على هذه المهمة”.

طالما أن “حزب الله” لا يستطيع السير في خيار فرنجية من دون موافقة باسيل فهذا يعني أن رئيس “التيار الوطني الحر” وحليف المقاومة قد نجح في فرض فيتو على ترشيح فرنجية، وأن الحزب قابع تحت وطأة هذا الفيتو حتى يرفعه باسيل عنه أو أن الحزب سيضطر الى خيارات أخرى يتفق فيها مع حليفيه فرنجية وباسيل.

وكانت قد برزت مؤخراً محطتان بارزتان سجلتا باسم “حزب الله” أظهرتا بوضوح تام أن الحزب انتقل إلى تكتيك ممارسة ضغط رئاسي على باسيل محذراً إياه من استمراره في معاندة خيار فرنجية مع ما يمكن أن يحققه من مكاسب سياسية طوال مدة عهد رئاسة الأخير. هاتان المحطتان ارتبطتا بصورة مباشرة بقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي تنتظر بعض القوى الداخلية والخارجية إعلان ترشيحه وبالتالي التوافق عليه لانتخابه رئيساً للجمهورية.

المحطة الأولى تمثلت في زيارة مسؤول التواصل والارتباط في “حزب الله” وفيق صفا الى قائد الجيش تحت شعار التنسيق والتحاور الأمني، إلا أنها حملت دلالات سياسية بررت موقف السيد حسن نصر الله العالي السقف حيال ما فسر من هجوم لاذع منه حيال الجنرال، وأنه لم يكن مقصوداً بكلامه.

المحطة الثانية كانت أكثر وضوحاً حيال موقف “حزب الله” من ترشح العماد عون، إذ عبّر بلسان نائبه الأكثر تشدداً علي عمار بأن قائد الجيش نموذجي بأدائه على رأس المؤسسة العسكرية، ولا شك في أنه شخصية قيادية وقادرة على تولي منصب رئيس الجمهورية بفي حال التوافق حوله.

إذاً، فهم جبران باسيل أن حق الفيتو الذي استخدمه بصورة صارخة وغير جريئة عبر تسريب تسجيل صوتي مفتعل معلناً فيه عدم مونة السيد حسن نصر الله عليه للسير في خيار انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، وأن هذا الخيار سيبقى مستحيلاً ما لم يرفع باسيل الفيتو الذي منحه إياه الحزب في مختلف الاستحقاقات السياسية والدستورية، لن يستمر الحزب في منحه هذا الحق باستخدامه لدى أي خيار رئاسي لا يعجبه ولن يعجبه خيار آخر سوى نفسه، من هنا انفتح “حزب الله” على قائد الجيش قائلاً لباسيل: “إذا استمريت في رفضك لفرنجية فهناك عون قد نتفق معه ومع الجميع حوله ولن تنال ما يمكن أن تناله في عهد فرنجية”.

بين جوزيف عون وسليمان فرنجية قد يكون الخيار الثاني هو الأفضل سياسياً لجبران باسيل على اعتبار أن السير فيه سيكون ضمن سلة متكاملة برعاية “حزب الله”، أما الخيار الأول فقد يأكل من صحن “التيار الوطني الحر” شعبياً ونيابياً وهو ما يخشاه باسيل، فهل يستمر باستخدامه حق الفيتو ضد فرنجية أم سيدرك مصلحته السياسية ويرفع هذا الفيتو ضمن تخريجة يرعاها “حزب الله”؟

شارك المقال