120 دقيقة بين جنبلاط وباسيل هل تحل لغز الفراغ؟

آية المصري
آية المصري

“الخلاص آت لا مفر منه”، هذه أمنية جميع اللبنانيين خلال فترة الأعياد، وفي ظل الفراغ الرئاسي والخلافات بين الكتل لا يمكن أن نبّشرهم بهذا الخلاص الحتمي. لقاءات ودية متواصلة حصلت وتحصل بين الكتل الكبرى والهدف المعلن منها التوافق على اسم جدي لرئاسة الجمهورية، وآخرها اللقاء الذي جمع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، واتسمت ملامحه بالايجابية، مع العلم أنه لن ينهي العداء والخلافات بين الحزبين لكنه ربما سيساهم في ولادة رئيس جديد.

ساعتان أي 120 دقيقة من الحوار العميق بين الطرفين، فهل هي كافية لحل لغز الفراغ، خصوصاً بعدما وصف باسيل علاقته بجنبلاط بـ “ماشي الحال” وان شاء الله مع الجميع؟ وهل ستكون لهذه العبارة دلالة سياسية جدية أم أنها استخدمت كإبرة مورفين للشعب في فترة الأعياد؟ وكيف يُقرأ هذا اللقاء؟

لقاء المحاكاة لن يقدم أو يؤخر

مصادر مطلعة على سياسة “حزب الله” وصفت لقاء جنبلاط – باسيل بـ “لقاء المحاكاة في الأسماء لن يقدم ولن يؤخر شيئاً في المعادلة النهائية”، موضحةً في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “حزب الله لن يتخطى التيار الوطني الحر ولن يقفز فوقه في هذه الفترة، فشرعية رئيس تيار المردة سليمان فرنجية موجودة منه وفيه وهو نجل طوني بيك فرنجية ولكن يجب تأمين الأصوات المسيحية اللازمة له لأن الحزب لا يحبذ الاتيان بفرنجية بأصوات مسيحية قليلة مع العلم أن بإمكانه تأمينها الى جانب أصوات الشيعة والسنة والدروز”.

كل حوار في ظل الاستعصاء مفيد

واعتبر النائب بلال عبد الله أن “كل حوار أو لقاء بين الأفرقاء السياسيين في ظل هذا الاستعصاء السياسي وتحديداً في حال كانوا في الواقع متخاصمين، مفيد بغض النظر عن النتائج، واليوم موضوع الرئاسة أكبر من اللقاء. وما جرى جزء صغير من الاستحقاق الرئاسي لأن المعنيين بهذا الملف جميع الكتل”، مشيراً الى “أننا كتقدمي اشتراكي أول البادئين بهذه الحوارات مع حزب الله وباقي القوى السياسية. ولا يمكننا معرفة اذا كان هذا اللقاء مفيداً للاستحقاق لأنه غير واضح حتى هذه اللحظة، لكن المؤكد أنه فتح طاقة في هذا الجدار من العلاقة تُستكمل فيما بعد”.

وحول التوافق بين الحزب “التقدمي” والتيار على رئيس واحد، أكد عبد الله أنهما لا ينطلقان من الثوابت نفسها، وعندما توضح المعايير التي يتفق عليها كل الفرقاء السياسيين ومن بينها “الوطني الحر” ستتضح الصورة أكثر، مذكراً بـ “أننا نريد رئيساً يطمئن، داخلياً قادر على القيام باصلاحات، يملك رؤية اقتصادية وقادر على التغيير وفي الوقت عينه يفتح لبنان على العالم العربي ويخرجنا من عزلتنا”.

“التقدمي” جاهز لأي لقاءات حوارية

وأوضحت مصادر مطلعة على هذا اللقاء أنه “حصل تلبية لطلب باسيل منذ حوالي الشهر تقريباً، وانطلاقاً من أهمية الحوار واعتباره السبيل الافضل للخروج من الأزمة الحاصلة لبى التقدمي الاشتراكي هذا الطلب. وبالتالي لم يتوقع أحد من الطرفين أن يقلب هذا اللقاء التحالفات أو طبيعة العلاقات السياسية بين الحزبين، كما أنه لن يمحو عمق الخلافات الحاصلة بينهما”.

وشددت المصادر على أن “المخرج الوحيد لحل الفراغ الرئاسي يكمن اما في تفاهم داخلي بالتنسيق مع النائب ميشال معوض للخروج نحو خيار جديد يحظى بتوافق واسع بين اللبنانيين من جهة، أو انتظار تسوية خارجية يتم اسقاطها علينا من جهة ثانية، وهذه التسوية لم تنضج ظروفها بعد”، لافتة الى أن “التقدمي الاشتراكي جاهز لأي خطوات حوارية ولو أن التوقعات لا يمكن أن تكون دائماً وردية خصوصاً عندما يكون الحوار بين طرفين على خلاف كبير”.

يتضح من كل ذلك أن اللقاء الجنبلاطي – الباسيلي ليس سوى مضيعة للوقت، وبالتالي حوار بين المتخاصمين لن يحل مشكلة الفراغ الرئاسي الحقيقي، لكنه يركز على أهمية المحافظة على مبدأ الحوار في التعاطي، فهل يغيّر هذا اللقاء معادلة “التيار الوطني الحر” القائمة على رفض دعوة الرئيس نبيه بري للحوار الجماعي؟

شارك المقال