في الطريق لمؤتمر بروكسل… حلحلة في ملف اللجوء؟

آية المصري
آية المصري

في اطار كثرة زيارات الموفدين الخارجيين الى لبنان، كان لافتاً أمس الاجتماع الذي عُقد في السراي الحكومي بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والجهات المعنية مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وناقش أوضاع البلاد لأكثر من ساعة، وجرى التطرق بصورة تفصيلية الى ملف “النزوح” السوري الذي سبق وأبدت الجهة القبرصية انزعاجها منه منذ ما يقارب الشهر. وكان الرئيس ميقاتي واضحاً في تحذيره من تحوّل لبنان بلد عبور من سوريا الى أوروبا، معتبراً أن الاشكالات التي تحصل على الحدود القبرصية ليست الا عينة مما قد يحصل اذا لم تعالج هذه المسألة بصورة جذرية.

ولعل البارز في هذا الاجتماع ما أعلنته رئيسة المفوضية الأوروبية عن استمرار الدعم للبنان بحزمة مالية بقيمة مليار يورو ستكون متاحة اعتباراً من السنة الجارية وحتى العام 2027.

وفي هذا السياق، أشارت مصادر مطلعة على الملف عبر “لبنان الكبير” الى “حركة أوروبية حيال ملف اللجوء السوري تحدث قبل مؤتمر بروكسل، ولبنان يساير هذا الحراك من خلال حملات تحريضية على السوريين، وحتى هذه اللحظة لم نرَ أن الحكومة اللبنانية عملت على خطة حيال ملف اللجوء، وهم يكتفون بشعارات نريد ارسالهم الى سوريا من دون تقديم أي خطة منطقية”، معتبرة أن “لا منطقة آمنة في سوريا، فقصف المناطق مستمر ومنها ادلب وحلب وغيرها”.

وأوضحت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي أن “هذا الاجتماع من الاجتماعات التي عقدت في ملف النزوح السوري منذ زمن، لأنه في النهاية جرى الاعلان عن مبلغ مليار يورو للدولة اللبنانية وهذا أمر بحد ذاته يُعتبر نقلة نوعية حول توقعات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للبنان في ملف النازحين، وكان الاجتماع ممتازاً ولأول مرة يوضع ملف النازح على طريق الحل بصورة فعلية وليس نظرياً كمرات سابقة”.

وشددت المصادر في حديث عبر “لبنان الكبير” على أن “الحكومة بكل أجهزتها ومن حضر في السراي الحكومي اليوم (امس) معنيون بملف النزوح إن كان على مستوى الأجهزة الأمنية أو الشؤون الاجتماعية، وعملياً الحكومة بالصيغة التطبيقية التي ستنفذها إن كان من الأمن العام أو من خلال كيفية تنظيم وجود السوريين وطريقة اعادتهم الى بلادهم حيث باتت هناك مناطق آمنة، فلا مشكلة للعودة أمنياً”.

“في الشق العملي، لا شك في أنه لم تكن هناك جدية في مقاربة الملف سابقاً، وتحديداً من الاتحاد الأوروبي، ويتم الأخذ في الاعتبار الهواجس اللبنانية تحت ضغط معين والأيام المقبلة ستبين جدية الأوروبي ومن يقول ان لا مناطق آمنة في سوريا، هناك اجماع من المنظمات الدولية على وجود مناطق آمنة وليس هناك أي خطر على اللاجئين”، بحسب المصادر.

وحول المبلغ الذي تحدثت عنه رئيسة المفوضية الأوروبية، قالت المصادر: “المبلغ الذي حدد الى العام 2027 بحد ذاته يعطي صيغة وجدولة زمنية لدفع أموال للدولة اللبنانية في وقت كنا سابقاً نتكلف بصورة كبيرة على السورريين وهذا الموضوع مهم جداً، لكن هل ستتم جدولة هذا الموضوع؟ أعتقد أن هناك طرفاً أساسياً متمثلاً بالحكومة السورية والتنسيق معها بشكل أن تكون هناك خطة وحتى هذه اللحظة لا وجود لها، وفي حال وضع أي خطة ستكون بالتنسيق مع الجانب السوري ووضع جدول زمني لها”.

وعن امكان انتهاء اللجوء بصورة نهائية عام 2027، اكتفت المصادر بالقول: “لا يمكننا أن نحدد مسبقاً لكنه أمر وارد”.

شارك المقال