مخاطر عالمية في توقعات صادمة لعام 2023!

جنى غلاييني

مع نهاية كل عام والاستعداد لاستقبال عام جديد، يسعى الكثيرون الى معرفة ماذا تخبّئ لهم السنة المقبلة على مستوى العالم، فالبعض يتابع مراكز الدراسات والتحليلات والتقارير الاستخباراتية العالمية، والبعض الآخر يهتم بمتابعة الأبراج وعلم الفلك، وهناك دائماً من ينتظر المنجمين ليدلوا بدلوهم حتى لو كان يؤمن بمقولة “كذب المنجمون ولو صدقوا”.

وتزداد المخاوف هذه السنة تحديداً بسبب الحرب المستمرة بين أوكرانيا وروسيا، ورفع منسوب التوتر بين كوسوفو وصربيا، والتهديدات الدائمة بين الكوريّتين، إضافة الى المخاوف من تفشي أوبئة جديدة مثل وباء كورونا، أو ظهور بعض المتحوّرات الخطيرة لهذا الفيروس.

موقع “ناشونال إنترست” (National Interest) الأميركي أبرز 10 مخاطر قال إنها الأهم التي قد يواجهها العالم في العام 2023، معتمداً في ذلك على تنبؤات للباحثين ماثيو بوروز وروبرت مانينغ المختصين منذ سنوات في التنبؤ بالمخاطر والاتجاهات العالمية في مجلس الاستخبارات القومي التابع لمجتمع الاستخبارات الأميركي.

ويقول بوروز ومانينغ – وهما زميلان بارزان في برنامج إعادة تخيل الاستراتيجية الأميركية الكبرى في مركز ستيمسون – إن توقعاتهما لاحتمالية كل خطر تنقسم إلى منخفض، وأعلى من منخفض، ومتوسط، وأعلى من متوسط، وعال، مشيرين إلى أن الاحتمال المتوسط يعني فرصة حدوث الخطر بنسبة 50/50.

ومع ذلك يعتقد هذان الخبيران أن القيام بمثل هذه التوقعات أصبح أصعب، لأن العديد من المخاطر متشابكة مع بعضها البعض، لافتين إلى مصطلح “الأزمة المتعددة الأوجه” وهو المصطلح المستخدم لوصف الطبيعة المتشابكة لأزمة واحدة متجذرة في أزمات أخرى.

ومثال ذلك حرب أوكرانيا التي سلطت الضوء على المجموعة الحالية من الأزمات المترابطة التي تواجه العالم، ومنها تفاقم أزمة الغذاء بسبب عدم قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب، وأزمة الطاقة المتجذرة في الجهود الغربية لحرمان آلة الحرب الروسية من أرباحها، وانتقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، وازدياد التضخم بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، الذي هو مرتبط كذلك باضطرابات سلاسل التوريد الناجمة عن الوباء.

ويلخص الباحثان المخاطر على الشكل التالي:

  • أزمة متعددة الأوجه ناجمة عن حرب أوكرانيا، فكيف ومتى ستنتهي هذه الحرب يظل لغزاً. ومع ذلك، فإن حلقة الأزمة المتعددة الأوجه المتتالية من الحرب – الطاقة وانعدام الأمن الغذائي والتضخم والتباطؤ الاقتصادي – قد تولد “إرهاق أوكرانيا” في الغرب، مما يهدد الدعم الحيوي. كما تولد الحرب مخاطر متعددة مترابطة من نزاع مستمر ومتوقف؛ وتصعيد في حال أرسلت الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (ناتو) أسلحة متقدمة إضافية إلى كييف رداً على قصف بوتين؛ واستخدام روسيا للسلاح النووي؛ وانقسام بين أميركا والاتحاد الأوروبي حول كمية المساعدة العسكرية ونوعيتها لمواصلة تقديمها إلى كييف. واحتمال وقوع الخطر المتوقع هنا – كما يراه الباحثان – أعلى من المتوسط.

  • تزايد انعدام الأمن الغذائي: فقد سلط برنامج الأغذية العالمي الضوء على “حلقة نار” من الجوع وسوء التغذية تمتد عبر العالم من أميركا الوسطى وهاييتي إلى شمال أفريقيا والساحل وغانا وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، ثم شرقاً إلى القرن الأفريقي وسوريا واليمن وتمتد إلى باكستان وأفغانستان. واحتمال المخاطر هنا عال.

  • الاضطرابات والمواجهة مع إيران: كما هي الحال مع حرب أوكرانيا، يمكن للانتفاضة الشعبية غير المسبوقة أن تحوّل إيران إلى أزمة متعددة الأوجه. والظروف مهيأة لصراع قوي وخطير بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل معاً أو مع إحداهما. كما أن تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة وصواريخ يضيف بعداً جديداً على المواجهة وزخماً لفرض عقوبات جديدة. واحتمال المواجهة هنا عال.

  • تفاقم أزمة الديون في العالم النامي: فقد حذر برنامج الأمم المتحدة الانمائي من أن 54 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل تعاني “مشكلات ديون شديدة”. وتمثل هذه البلدان 18% من سكان العالم، وأكثر من 50% من الناس هناك يعيشون في فقر مدقع، و28 من أكبر 50 دولة في العالم هي الأكثر عرضة للكوارث المناخية. والاحتمال المتوقع هنا أعلى من المتوسط.

  • الديون العالمية المتصاعدة: على الرغم من أن إجمالي الديون العالمية قد انخفض بصورة طفيفة، فإن ارتفاع أسعار الفائدة والدولار القوي والركود في أوروبا وضعف الاقتصاد الصيني وعدم اليقين بشأن أوكرانيا من المرجح أن يؤدي إلى أزمة مالية إقليمية أو حتى عالمية، واحتمال حدوث أزمة إقليمية أعلى من المتوسط؛ أما تطور ذلك الى أزمة عالمية، فاحتماله متوسط.

  • تعميق عجز التعاون العالمي: على الرغم من اتفاق الصين وأميركا في قمة العشرين الأخيرة على استئناف المحادثات الثنائية حول تغير المناخ، فإن صداماً آخر بسبب تايوان من المحتمل أن يوقف هذا المجهود، واحتمال ذلك عال.

  • نظام تقني مستقطب ومجزأ: تشير التقديرات إلى أن القوى الكبرى لو حاولت تحقيق الاكتفاء الذاتي على نطاق واسع في أشباه الموصلات كما تريد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فقد يصل الاستثمار الأولي إلى تريليون دولار وستكلف الرقائق 35 إلى 65% أكثر، والاحتمال هنا أعلى من المتوسط.

  • تفاقم آثار تغير المناخ: يعتقد معظم العلماء أن العالم سيصل قريباً إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية، وأننا على مسار زيادة حتمية بمقدار 2.2 درجة مئوية ما لم تلتزم البلدان بخفض 43% من إجمالي انبعاثات غازات الاحترار العالمي. واحتمال ذلك عال.

  • تعميق التوترات بين الولايات المتحدة والصين: فعلى الرغم من جهود الرئيس بايدن ونظيره شي في القمة التي جمعتهما لتحقيق الاستقرار في العلاقات، لا تزال هناك خلافات أساسية حول تايوان، وقواعد معايير التكنولوجيا والتجارة وحقوق الانسان، واستفزازات بكين بشأن مطالبات إقليمية مشكوك فيها في بحرَي جنوب وشرق الصين، والاحتمال هنا أعلى من المتوسط.

  • حدوث مأزق أخطر في شبه الجزيرة الكورية: بسبب اختبار بيونغ يانغ المستمر لمجموعة كاملة من الصواريخ الباليستية وقذائف كروز والصواريخ التكتيكية ذات القدرة النووية والمتنقلة والمتوسطة المدى. واحتمال ذلك أعلى من المتوسط.

شارك المقال