الحزب لا يرفض عون… ولن يخوض معركة للإتيان بفرنجية

آية المصري
آية المصري

“الفراغ يرحب بكم” جملة شهيرة إعتاد عليها اللبنانيون، ولعلها أفضل من عهد ميشال عون السابق. واذا عدنا ست سنوات الى الوراء قبل مجيء عون فسنتذكر أننا عايشنا الفراغ والتعطيل لمدة عامين ونصف العام من أجل عيون الجنرال ومصلحة “حزب الله”.

الغلاء الهستيري يسيطر على البلد، تفلت السوق السوداء لا مثيل له، الجلسات العشر الأخيرة لمجلس النواب ليست سوى تحايل ومسرحيات قدمها النواب بكل وقاحة أمام الشعب المنهار والعاجز عن تأمين أدنى متطلبات العيش بكرامة، وفي ظل المناكفات السياسية والانقسامات لا نرى أي مرشح جدي للرئاسة، والورقة البيضاء لا تزال الأوفر حظاً. تطيير جلسات الحوار، ومزايدات في العلن وتخبطات داخل الكتل المسيحية ورفضٌ قاطع لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون من “التيار الوطني الحر” الذي لا تزال عيني رئيسه جبران باسيل شاخصة الى القصر الجمهوري.

سيناريوهات عديدة تُطرح للمرحلة المقبلة، والحل مع بداية العام الجديد، لقاءات خارجية وداخلية من أجل الانتهاء من الفراغ، و”حزب الله” يرفض الكشف بصورة علنية عن مرشحه، وبعد اللقاء الأخير بين باسيل وفرنجية الذي وصف بأنه لكسر الجليد بينهما من دون التوافق على الرئاسة أو أي ملف آخر، هل سيتم التوافق على فرنجية أم أن حظوظ قائد الجيش لا تزال أعلى؟ وهل فعلاً الحزب يريد فرنجية في بعبدا؟

مصادر مطلعة على سياسة “حزب الله” أكدت عبر موقع “لبنان الكبير” أن “الحزب ليست لديه أي مشكلة مع العماد جوزيف عون، لكنه يفضله كقائد للجيش وليس كرئيس، والمقرب الى قلبه هو المرشح الدائم سليمان فرنجية”، مشيرة الى أنه “في حال جرت أحداث طارئة مع بداية العام الجديد وفرضت نفسها على الساحة اللبنانية وتبيّن أن لا حل سوى بجوزيف عون فلن يقف الحزب عائقاً أمام هذا الخيار، وفي حال تم التوافق على شخصية جديدة سيتم التعاطي معها في حينه وسيتخذ القرار الحاسم”.

في المقابل، تساءلت مصادر معارضة للحزب “من قال ان الثنائي الشيعي وتحديداً حزب الله يريد سليمان فرنجية رئيساً للبلاد؟ فهو لم يطرح إسمه بعد جدياً وعلنياً”، موضحة أن “الحزب تنازل عن مرشحه الظل فرنجية عندما صرحوا بأنهم يريدون رئيساً توافقياً، وهذا يعني أنهم غير مهتمين بالاسم فعلياً بل بمواصفات الرئيس وأن لا يكون رئيساً يحمله حزب الله، على العكس أن يكون رئيساً قادراً على حمل الحزب وحمايته وصون مقدساته الاستراتيجية وعدم المساس بحقوقه، وفي الوقت عينه مقبولاً من جميع الأطراف”.

ولفتت المصادر الى أن “الحزب مستاء جداً من التيار الوطني الحر لكنه مجبر على مسايرته لأنه الغطاء المسيحي الشرعي الوحيد له، وبالتالي لن يأتي فرنجية رئيساً طالما باسيل يرفضه رفضاً قاطعاً، ويبدو أن جوزيف عون مرشح مقبول دولياً، وبالتالي لا يوجد شيء ملموس ولا خيار يُثبت أن الحزب يريد خوض معركة طاحنة للإتيان بشخص فرنجية”.

يتضح من كل ذلك أن الحزب راضٍ عن عون وفرنجية على الرغم من معارضة باسيل لهما، والحليفان سيتخبطان أكثر فأكثر في المرحلة المقبلة ولا حل سوى بشخصية ثالثة تُطرح وتلقى موافقة إيجابية من باسيل أو تقديم المزيد من التنازلات لـ “التيار الوطني الحر”.

شارك المقال