أحداث أمنية مقلقة طبعت عام 2022

جنى غلاييني

لكل عام أحداثه التي يضج بها الرأي العام، وبينما لا يزال مشهد انفجار مرفأ بيروت عام 2020، يسيطر على مخيلة اللبنانيين حتى بعد عامين على حدوثه، إلا أن وقوع أحداث أمنية خطيرة في توقيتها ومدلولاتها عام 2022، احتلت كوابيسهم، من جرائم قتل مروعة، الى حوادث خطف وسرقة، وإشكالات متنقلة، بعضها اتخذ طابعاً طائفياً ومناطقياً، فما هي أبرز أحداث العام 2022؟

حادثة العاقبية

أقفل العام 2022 على أخطر حادثة شهدها لبنان خلاله وتمثّلت في إطلاق النار على آلية تابعة لقوات “اليونيفيل” في منطقة العاقبية جنوب لبنان، ما أدّى الى مقتل جنديّ إيرلنديّ وجرح آخرين، ووُجّهت أصابع الاتهام على الفور الى “حزب الله” لأن المنطقة تقع تحت سيطرته، وما لبث أن سلّم الجيش اللبناني 3 أشخاص بينهم مطلق النار الأساسي في الحادثة، وأشار الى أن هؤلاء ليسوا حزبيين بل من المؤيّدين. 

الاعتداء على “الجديد”

عرضت قناة “الجديد” سكتشاً تسبب بإغضاب الطائفة الشيعية، فتوالت الاعتداءات على مبنى القناة حيث أقدم مجهولون على القاء قنبلة مولوتوف لكن الزجاجة الحارقة انطفأت قبل اصطدامها بالمبنى. تلاها بعد يومين إطلاق نار مباشر على المبنى وسمع دويه بصورة كثيفة في محيط القناة، واقتصرت الأضرار على الماديات. 

إشكال الأشرفية

أثناء مونديال قطر 2022، وقع إشكال في منطقة الاشرفية، إثر وصول عدد كبير من الدراجات النارية والشبان حاملين أعلام فلسطين وسوريا، احتفالاً بفوز المنتخب المغربي على المنتخب البرتغالي ما أثار غضب أهالي الأشرفية، فحصل تلاسن مع شبان المنطقة الذين احتجوا على إطلاق الزمامير والهتافات، وتطور الأمر إلى تضارب، ثم إطلاق شعارات دينية.

اقتحامات المصارف

شهد العام في نصفه الثاني سلسلة طويلة من اقتحامات المصارف على الأراضي اللبنانية كافة، وافتتحها المودع بسام الحاج حسين الذي استطاع في مطلع شهر آب الدخول الى مصرف “فديرال بنك” في شارع الحمراء واحتجاز الرهائن طوال اليوم، مطالباً بوديعته المنهوبة، وحظي بتأييد المودعين أمثاله ممن سرقت الدولة أموالهم، وكرّت السُّبحة… الى أن وصل الأمر الى اقتحام النائبة سينتيا زرازير بنك “بيبلوس” في أنطلياس والاعتصام داخله مطالبة بقسم من وديعتها بغية إجراء عملية جراحيّة.

جرائم القتل

لم تكن الاقتحامات وحدها هي التي احتلت الواجهة، بل تصدرت جرائم القتل المروّعة التي لا يمكن وصفها لبشاعتها الأخبار في لبنان… صهر يقتل عمّه في القاع، شاب يقتل شقيقه المُقعد بإطلاق النار عليه من سلاح حربي في محلة “تلة الذهب” في قضاء زغرتا، مواطن يقتل والد زوجته في بلدة القاع في الهرمل… والعديد من الجرائم، لكن أكثرها بشاعةً جريمة القتل الجماعية لأم وبناتها الثلاث في بلدة أنصار الجنوبية والتي خلّفت صدمة كبيرة لدى اللبنانيين بعد العثور على جثثهن مدفونة، داخل مغارة مهجورة بين أنصار والزرارية. وبعد أيام من التحقيقات أوقفت المخابرات مرتكب الجريمة الذي اعترف بفعلته بالتعاون مع شخص آخر سوري الجنسية.

حوادث السرقة

على الرغم من التراجع في حوادث السرقة بنسبة 6.5% مقارنة مع العام 2021، إلاّ أنّ عمليات السرقة والسطو والنشل انتشرت في عدد كبير من مناطق لبنان، فلا يكاد يمر يوم إلّا ويعلن عن سرقة منازل أو سيارات أو دراجات نارية أو كابلات نحاسية، أو سطو على محال تجارية، أو عمليات نشل على الطرقات، وكلّها باتت تُنفّذ في وضح النهار، ناهيك عن عمليات الخطف التي استمرت من وقت لآخر والهدف أولاً وأخيراً المال.

شارك المقال