أوكرانيا تنتصر وبوتين لا يستطيع إخفاء الحقيقة

حسناء بو حرفوش

مع حلول العام الجديد، تستمر الحرب الأوكرانية بلا هوادة مع شن هجومين صاروخيين على نطاق واسع في الأيام الأخيرة من العام 2022 واليوم الأول من 2023. يواصل الجيش الروسي تنفيذ استراتيجيته المتبعة تحسباً لمزيد من الهجمات البرية عندما تسنح الظروف الجوية والأرضية، ولذلك، يهاجم المراكز الحضرية الأوكرانية والبنية التحتية الحيوية بصواريخ باليستية وصواريخ كروز.

وحسب تقرير للمحلل ستافروس أتلامازوغلو، المتخصص في الشؤون الأمنية، “بغياب النجاحات على الأرض، زاد الجيش الروسي من ضغطه على أوكرانيا بضربات صاروخية ضد المدن والبنية التحتية الحيوية. وحتى الآن، أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها، بحيث تعاني أجزاء كبيرة من أوكرانيا والملايين من الناس من النقص في الكهرباء والماء والتدفئة والانترنت في منتصف الشتاء الأوكراني القاسي.

ومع ذلك، تتزامن هذه الفعالية مع استنفاد الترسانة الروسية البالستية والرحلات البحرية. وأنفق الجيش الروسي أكثر من 80 في المائة من مخزونه على بعض الذخائر، وحدت العقوبات الغربية الشديدة المفروضة على صناعات الدفاع والفضاء الروسية من عدد الذخائر التي يمكن أن تنتجها موسكو لتجديد ترسانتها المستنفدة. لكن الكرملين نجح في مواجهة نقص الصواريخ إلى حد ما من خلال اللجوء إلى دول ثالثة للحصول على المساعدة، وتحديداً إيران التي أرسلت الآلاف من المسيرات التكتيكية إلى روسيا مقابل الدعم النقدي والجيوسياسي الذي تشتد الحاجة إليه.

(…) لكن على الرغم من فعالية الضربات الصاروخية الروسية، يواجه الجيش الروسي على الأرض الفشل في جميع أنحاء ساحة المعركة في أوكرانيا، والمثال الأخير والأكثر وضوحاً على هذا الفشل العسكري هو القتال من أجل بلدة باخموت في جنوب دونباس. ومن المنطقي أن القيادة الروسية غيرت نهجها وركزت معظم طاقتها على الضربات الصاروخية. وفي المقابل، فاز الأوكرانيون على صعيد الروح المعنوية، فعلى الرغم من التكلفة العالية والبؤس الذي يصاحب الضربات الصاروخية، لا يزال السكان غير مضطربين ومتمسكين بالفوز في الحرب. ولم يثن الحرمان الناجم عن نقص الطاقة في منتصف الشتاء الأوكراني الذي لا يرحم الارادة الأوكرانية والاندفاع للقتال. 

وفي الواقع، قد يمتلك الكرملين قوة أكثر فاعلية باستخدام صواريخه مقارنة بجنوده على الأرض، لكن كييف تواصل حفاظها على المبادرة الاستراتيجية. وفي الوقت الحالي، يمكن القول إن أوكرانيا لا تزال تحقق الانتصارات”. 

وكانت وكالات الأنباء قد نقلت في سياق متصل، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشرف الأربعاء على إطلاق أسلحة تمتلك القدرة على التغلب على أي نظام دفاع جوي حالي أو مستقبلي على الإطلاق. ومن خلال مشاركة عبر الفيديو، أشرف على إطلاق “سفينة حربية مزودة بصواريخ جديدة عابرة المدى تفوق سرعتها سرعة الصوت، في مهمة في المحيط الأطلسي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط”. ووفقاً لما نقلت وكالات الأنباء الروسية، أكد بوتين ثقته بأن “هذه الأسلحة القوية ستحمي روسيا بصورة فاعلة من التهديدات الخارجية وستساعد على الدفاع عن المصالح الوطنية في البحر وفي البر”.

شارك المقال