رحل السيّد

الراجح
الراجح

رحل المشّرع بعد أن شهِد على غياب الشرعية.

رحل رجل الدستور بعد أن شهِد على مجموع الخناجر التي طعنته في الوجه والظهر وكافة الأنحاء.

سيُكتَب عن السّيد الكثير مما لا يمكن أن يعطيه حقّه. إنه رجل من رجال الوطنيّة والدستوريّة والبرلمانيّة، وكلها شكّلت عنده علامات فارقة في تاريخه وتاريخ العمل السياسي في لبنان.

لن أدخل في السرديات المتعلقة بهذه الجوانب بل أحب أن أروي حادثة قد تختصر الكثير من الكلام.

بعد اتفاق الطائف وانتخابه رئيسًا لمجلس النواب، كان مع سوريا الكثير من القضايا العالقة، ومن أهمها ملف المعتقلين اللبنانيين في سوريا. وبعد متابعات عديدة مع الرئيس الراحل حافظ الأسد فتحت ثغرة لمتابعة هذا الملف وأحيل إلى نائب الرئيس المسؤول عن الملف اللبناني الراحل عبد الحليم خدام. وعلى لطريقة السورية في التعامل مع الحالة اللبنانية طلب خدام من أكثر من مسؤول كانوا على علاقة بالنظام السوري تحضير لوائح بأسماء الأشخاص المرغوب بإطلاق سراحهم من السجون السورية.

أثناء الاجتماع المحدد مع خدام، قدم الرئيس الحسيني لائحته التي تضم مجموعة أسماء وليس بينها أي شيعي. نظر خدام إلى السيد قائلا: يا سيد لا أجد إلا أسماء لمسيحيين وسنّة، فأين أسماء الشيعة الذين تمثلهم؟

انتفض السيد صارخا: يا سيادة الرئيس أنا هنا بصفتي رئيس مجلس النواب اللبناني ولست رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى…

لا مزيد من الكلام وأعتقد أن سرد الحادثة يكفي…

رحمك الله يا سيّد…

شارك المقال