صادر لـ”لبنان الكبير”: الحسيني احتفظ بوثائق الطائف كي لا نقع في تفسيرات تؤدي لنزاعات

لبنان الكبير

أكد الرئيس السابق للمجلس الدستوري القاضي شكري صادر لـ”لبنان الكبير” أن “الرئيس حسين الحسيني لعب دوراً كبيراً في التوصل إلى اتفاق الطائف، مما جعل الكثيرين يطلقون عليه لقب “عرّاب الطائف”، لكن لماذا أطلق عليه هو شخصيا هذا اللقب دون سواه؟. ولماذا أبقى العديد من الوثائق والمداولات والمفاوضات الخاصة بالاتفاق في عهدته؟ وما أهميتها في ظل الاختلاف على تفسير النص الدستوري؟”.

أشار القاضي صادر الى ان “الرئيس الحسيني الذي كان رئيسا لمجلس النواب، هو رائد من رواد الطائف. رائد بانفتاحه ورؤيته للبنان الذي لا يجب ان يتفكك والمنصوص عنه في مقدمة الدستور. وهو من أهم وأفهم وأبرع القانونيين في لبنان. بنود الطائف كدستور تظهر مدى الرؤية الاصلاحية، لكن بعض الاحزاب وبعض التكتلات عملوا على تشويهها. في الطائف، نظرة مستقبلية واصلاحية للنظام، آخذة في الاعتبار الواقع اللبناني. الطائف بمثابة خارطة الطريق للخروج من الطائفية باتجاه دولة لاطائفية مع حفظ حقوق الطوائف. وحافظ على الاسس التي بني عليها لبنان الذي هو جمهورية ليبيرالية، ديموقراطية، برلمانية. وكرّس اقتصاد لبنان اقتصادا حرا. وما يحصل اليوم ليس الا مخالفات، وتبريراً لهذه المخالفات للقاعدة الدستورية الاساسية. وحدد هوية لبنان بأنه وطن نهائي لجميع أبنائه، وعربي الهوية والانتماء. اذا، كل هذه الافكار السبّاقة، كان للرئيس الحسيني اليد الطولى فيها. لذلك لقّب بـ”عراب الطائف”. لأنه فكر بالاشكالية اللبنانية، وبمستقبل لبنان وكيفية تعايش طوائفه المتعددة، وأوجد حلولا”.

 

القاضي شكري صادر
القاضي شكري صادر

وعن احتفاظه بوثائق ومداولات ومفاوضات خاصة بالاتفاق، لفت صادر الى ان “الرئيس الحسيني كان يعي من كان يدير البلد، لذلك قرر الاحتفاظ بالوثائق كي لا نقع في تفسيرات تؤدي الى نزاعات واشكالات. حين كان يستشعر ان من يطلب المحاضر، يطلبها لاستخدامها كخرطوشة للتصويب على غيره كان يرفض تسليمها انما من يريدها للاطلاع على خلفية أي مادة للمصلحة العامة، لم يكن يرفض كشفها. هذه الوثائق ليست ملكا خاصا، ولا ننسى انه كان رئيسا لمجلس النواب. ولا أعتقد انه ترك هذه الوثائق من دون وصية بشأنها بعد رحيله”.

وشدد صادر على “الرؤية الاصلاحية عند الحسيني، الذي هو كأرزة من أرزات لبنان. لم يساوم يوما على المواقف الوطنية، ولا يبيع ويشتري. كان يريد للبنان أن يكون من أفضل دول العالم. يستأهل ان يكون له تمثالا، لكن هذا لم يحصل لأن الايام اليوم ليست أيام الاشخاص الذين هم أمثال الرئيس الحسيني الذي كان يريد البناء اما الطبقة الحاكمة تريد هدم البناء القائم”.

شارك المقال