من مشهدية عبد اللهيان – بو حبيب… “وانتبهنا بعدما زال الرحيق”!

لؤي توفيق حسن

استهل عبد الله بو حبيب لقاءه مع وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته الأخيرة لبيروت، باعلان احتجاجه على تصريحات جنرالات الحرس الثوري التي وصفها بأنها وقحة وتمتهن السيادة اللبنانية بل وتمس مشاعر اللبنانيين. وعندما أكد عبد اللهيان له ما سبق وصرح به بأن “ايران تحترم السيادة اللبنانية”، فتح بو حبيب ملفاً يحتوي على كل ما يصدر من طهران بخصوص لبنان، طارحاً أمام ضيفه الايراني ما جاء على لسان البعض من القادة العسكريين الكبار في ايران، مختاراً منها بعض الأمثلة:

أولاً – الجنرال علي ماجي زاده قائد سلاح الجو في الحرس الثوري قال في كلمة ألقاها أمام جمع من الضباط القادة في الحرس: “كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية تم بدعم ايران وهما الخط الأمامي في أي حرب مقبلة بحيث يمتلكان تكنولوجيا صناعة الصواريخ”!. يتابع بو حبيب:

ثانياً – يقول أحد جنرالات الحرس الثوري علي غلام رشيد: “أنشأنا 7 جيوش خارج حدودنا”… ومنهم “حزب الله” في ما ذكر، جاء هذا في محاضرة ألقاها في أحد المعاهد العسكرية التابعة للحرس الثوري.

ثالثاً – يقول الجنرال اسماعيل قاني من قادة الحرس المذكور في احدى المناسبات :”محور المقاومة بقيادة ايران سيستمر بالعمل في لبنان”… – إلى جانب دول أخرى ذكرها – “حتى ظهور الامام الغائب وتشكيل حكومته”…! يعني قصتنا بتروح ليوم القيامة يا سيد عبد اللهيان.

وسط هول الوفد الايراني، يتابع بو حبيب: “إذاً وبناءً على ما سبق وباعترافكم يمكننا أن نثبت ثلاثة استنتاجات:

أولاً – انكم أدخلتم معامل صواريخ إلى بلادنا من فوق رؤوس حكوماتها المتعاقبة.

ثانياً – ان تدخلكم بلغ درجة الاستخفاف بنا كشعب وكدولة حد إلحاقنا بمنظومتكم الدفاعية من دون البحث معنا، أو تركنا على الأقل نناقشه مع قيادة جيشنا في مخاطره المحتملة وطريقة التحوط له، هذا بأضعف الايمان.

ثالثاً – اذا كان ما سبق تجاوز للبنان الدولة والجيش ولا يحظى بالقطع بتأييد معظم شعبه بل ويستفزه، فما معنى شعار جماعتكم من الحزب يرفعونه كلما (دق الكوز بالجرة)، “شعب جيش مقاومة”؟ هنا همس بو حبيب في أذن شخص على يمينه قائلاً: “سجل نوت بهذه النقطة حتى نراجع بها السيد حسن نصر الله”. ثم يتابع بو حبيبب موجهاً كلامه الى عبد اللهيان: أبعد هذا تقول لنا “انكم تحترمون سيادة لبنان”؟! بل وبالقياس على ما سبق كيف تريدوننا أن نصدق أنكم جادون في عرضكم بخصوص الطاقة الكهربائية؟ وهي تبدو لي ضرباً من المخاتلة السياسية الاستعراضية، والدليل أن (حليفكم) السوري وهو الأحوج اليها يعاني شعبه الأمرين من العتمة ومن البرد القارس، وهذا على الرغم مما يجمعكما من تحالف مبني على ألف اعتبار واعتبار بدءاً من الجذر الطائفي المشترك مع النظام وليس انتهاءً بتواجدكم العسكري وزحفكم الثقافي والديموغرافي حتى بات بعض اللبنانيين يمزحون بالوصف أنكم وسوريا “شعبان في نظام واحد”، متقفين مقولة الرئيس الراحل حافظ الأسد “بلدان في شعب واحد”!.

امتقع وجه عبد اللهيان فيما بدا بو حبيب كالطود… وبينما أنا أستمتع بهذا المشهد، اذا بي أصحو من منامي على صوت أم كلثوم وهي تغني “وانتبهنا بعدما زال الرحيق، وأفقنا ليت أنّا لا نفيق”، رائعة ابراهيم ناجي “الأطلال”.

شارك المقال