مزارعو البطاطا في خطر.. ودخول المصرية “خربان بيوت”

راما الجراح

زراعة البطاطا تلفظ أنفاسها الأخيرة في لبنان بعدما كان من الدول المنافسة في زراعتها وتصديرها. ولطالما كان موسم البطاطا من المواسم التي يراهن المزارع اللبناني فيها على أرباحه، ولكن اليوم باتت أكلاف زراعتها تضاهي مردودها، وكلفة الطن الواحد للموسم بين سماد وريّ أكثر من ألف دولار، من دون ضمانة أن تأتي هذه الكمية حتى بأكلافها.

غاب لبنان عن المشهد بعدما أُدرجته في المراتب الأولى منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) حتى العام ٢٠١٧، وأصبح المزارع اللبناني يحسب ألف حساب قبل أن يزرع البطاطا تحديداً، والأخطر من ذلك أن هناك عدداً كبيراً من المزارعين في البقاع وعكار سيقلعون عن زراعتها في المواسم المقبلة بسبب تكاليفها الباهظة والخسارة التي تكبدوها، ويفضلون زراعة القمح التي لا تتعدى كلفتها ٣٠٠ دولار، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه سيصل المزارع إلى وقت لن يستطيع زراعة لا البطاطا ولا غيرها.

وفي حديث مع رئيس تجمع مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي كشف لـ”لبنان الكبير” عن إجتماع حصل بالأمس مع وزير الزراعة عباس الحاج حسن ضم جميع الأطراف من مزارعين في كل المناطق، ومصدرين ومستوردين، موضحاً أن “الوزير كان متفهماً، سمع آراء الجميع وطلب كتاباً من نقابة المصدرين يتضمن شرحاً عن الكميات الموجودة وكتابة الاقتراحات. ونحن طلبنا من الوزير تأجيل الاستيراد من مصر لمدة ١٠ أيام فقط، أي بدل أن يكون الأول من شباط هو تاريخ إستيراد البطاطا المصرية، يعطينا مهلة حتى ١٠ شباط لنستطيع تصدير جزء من البطاطا اللبنانية وبيع جزء آخر في السوق حتى لا يتكبد المزارع اللبناني خسارة كبيرة”.

واعتبر ترشيشي أن “الجو كان إيجابياً نوعاً ما، ولكن لم نأخذ حتى الآن وعداً من الوزير، الا أننا نبني آمالنا على الاقتراح الذي تقدمنا به، والأيام العشرة التي طلبناها (بتعمل فرق كبير) وبهذه الطريقة لا يتكبد المزارع خسارة وإلا تتلف البضاعة”، متمنياً “حماية مزارع البطاطا وعدم التخلي عنه لأن خسارته كبيرة، وهذه السنة كانت قاسية جداً عليه (وما شاف فيها الخير) خصوصاً من ناحية التكاليف، لذلك علينا مساعدته للاستمرار”. وأكد أن “مساحة زراعة البطاطا ستتراجع كثيراً في لبنان في الموسم المقبل نتيجة الخسائر التي تكبدها المزارعون”.

ونبّه على أن “مزارعي البطاطا اللبنانية في خطر كبير لأن البطاطا السورية تغزو السوق اللبنانية بكميات كبيرة وبأسعار زهيدة ومضاربة، أي أقل من كلفة الانتاج اللبناني، لذلك فهي مكدسة في المستودعات، وهناك أكثر من ٣٠ ألف طن من البطاطا اللبنانية يعجز المزارعون عن تصريفها في الأسواق المحلية قبل دخول البطاطا المصرية في شهر شباط إلى لبنان”.

ووصف المزارع أحمد. ي ما يحصل بحق مزارعي البطاطا تحديداً بأنه “إجرام”، مشيراً الى أن “هذه المشكلة نواجهها بصورة كبيرة منذ العام ٢٠٢٠، والمناشدات هي نفسها، لذلك يجب إيجاد حل وآلية لدعم المزارع مباشرة وليس التجار، ونرفض بصورة تامة دخول البطاطا المصرية أول شباط وإلا (بيخربوا بيتنا) ولا يوجد مَن يعوّض خسارتنا”.

شارك المقال